وفي هذا البيت الأخير جناس وذلك في قوله :( وموصولٍ بها ) ( تكتبْ بها ).
• ويمكن أن يقال : إن المنظومة تحتوي على :-
١- المخارج والصفات.
٢- أحكام التجويد.
٣- أحكام الوقف والإبتداء.
٤- أحكام المقطوع والموصول.
٥- أحكام الرسم.

باب مخارج الحروف


• قال الناظم رحمه الله :-

باب مخارج الحروف


مخارج الحروف سبعة عشر على الذي يختاره من اختبر
• الشرح :-
قوله ( مخارج ) جمع مخرج وهو محل خروج الحرف وتَميُّزُه عن غيره بواسطة صوت.
والمخارج قسمين :-
١- مخرج محقق : وهو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الفم [ كالحلق أو اللسان..... ]
٢- مخرج مقدر : وهو الذي لا يعتمد على جزء معين من أجزاء الفم [ كحروف المد فمخرجها الجوف ].
قوله ( الحروف ) جمع حرف وهو صوت يعتمد على مخرج محقق أو مقدر. وهي قسمين :-
١- أصلية : وهي الحروف الهجائية المعروفة وهي تسعة وعشرون حرفاً.
٢- فرعية : وذلك بأن يتولد الحرف من حرفين ويتردد بين مخرجين وبعضها غير فصيح وبعضها فصيح والوارد من الفصيح في القرآن خمسة : الألف الممالة – والهمزة المسهلة – واللام المفخمة – والصاد كالزاي – والنون المخفاة.
- والصوت : هو هواء يتموج بتصادم جسمين.
- واعلم أن تقسيم المخارج نوعين :-
التقسيم الأول : مخارج إجمالية ؛ فتنقسم المخارج بذلك إلى خمسة أقسام :-
١- مخرج الجوف ٢- مخرج الحلق ٣- مخرج اللسان
٤- مخرج الشفتين ٥- مخرج الخيشوم.
التقسيم الثاني : مخارج تفصيلية ؛ وقد اختلف العلماء في عدد هذه المخارج على ثلاثة أقوال :-
القول الأول : أن المخارج سبعة عشر مخرجاً وهو مذهب الخليل بن أحمد وجمهور القراء.
وهذا القول هو اختيار ابن الجزري كما هنا في النظم حيث يقول :
( مخارج الحروف سبعة عشر ) مخرجاً ( على ) القول ( الذي يختاره من اختبر ) ذلك من أهل المعرفة بتلك المخارج كالخليل بن أحمد.
٢٣- ( عِظْ ) بمعنى التخويف والترغيب كقوله تعالى ﴿ وموعظة للمتقين ﴾. واستثنى المؤلف فقال ( سِوَى عِضِينَ ) التي في قوله تعالى ﴿ الذين جعلوا القرآن عضين ﴾ فإنها بالضاد لا بالظاء. وهذا الاستثناء منقطع لأن عضين جمع عضة بمعنى متفرقين فيه ؛ أما الوعظ فمعناه غير العضة كما سبق.
٢٤- ( ظَلَّ ) بفتح الظاء بمعنى الدوام وقد وقع في القرآن في تسعة مواضع :-
أ - ب - في قوله تعالى ﴿ ظل وجهه مسوداً ﴾ وهذا في سورتي ( النحل ) والـ( ـزخرف ) وقول المؤلف ( سَوَا ) أي حالة كون الكلمة ( ظل ) في السورتين سواء أي مستويتين.
جـ- في قوله تعالى ﴿ ( ظَلْتَ ) عليه عاكفاً ﴾في سورة طه.
د- في قوله تعالى ﴿ فـ ( ظَلْتُمْ ) تفكهون ﴾ في سورة الواقعة.
هـ- في سورة الـ( ـروم ) في قوله تعالى ﴿ لـ ( ـظلوا ) من بعده يكفرون ﴾
و- ( كـ ) ـماهي أيضاً في آية ( الحجر ) في قوله تعالى ﴿ فظلوا فيه يعرجون ﴾
ز- في قوله تعالى ﴿ فـ ( ـظلت ) أعناقهم لها خاضعين ﴾ في سورة الـ ( ـشعراء )
ح- في قوله تعالى ﴿ فـ ( ـنظل ) لها عاكفين ﴾ في سورة الشعراء أيضاُ.
ط- في قوله تعالى ﴿ فيظللن رواكد على ظهره ﴾ في سورة الشورى وهذه التاسعة قد ذكرت في البيت التالي لكن قُدِّمت هنا لأجل إكمال الحالات.
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
يَظْلَلَنَ محظوراً مع المحتظِرِ وكُنْتَ فظاً وجميعَ النظرِ
إلا بويلٌ هلْ وأُوْلَى ناضِرَهْ والغَيْظُ لا الرعدُ وهودٌ قاصرهْ
والحظُ لا الحضُ على الطعامِ وفي ضنينٍ الخلافُ سامِي
• الشرح :-
- قوله ( يَظْلَلَنَ ) سبق ذكرها عِند شرح الأبيات السابقة.
- ولا يزال الناظم رحمه الله بِعَدِّ الكلمات التي فيها حرف الظاء وقد عَدَّ أربعاً وعشرين كلمة وقال هنا:
٢٥- ( محظوراً ) وذلك في موضعين في القرآن كليهما في سورة الإسراء ﴿ وما كان عطاء ربك محظوراُ ﴾.
٢٦- ( المحتظِرِ ) وذلك في قوله تعالى ﴿ فكانوا كهشيم المحتظِر ﴾ في سورة القمر.
ب- مُخَفَّف وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف غير مدغم بما بعده مثل الميم في ﴿ الم ﴾ فإن هجاءها :[ ميمْ ] فحرف المد وهو الياء هنا بعده ميم ساكنة غير مدغمة بما بعدها فتكون من المخفف.
فائدة : العين في فاتحة مريم والشورى فيها خلاف :-
فمن طريق الشاطبية ذكر فيها وجهين : الإشباع وذلك بست حركات على أنه مد لازم والوجه الآخر التوسط وذلك بأربع حركات على أنه متردد بين المد اللازم وبين مد اللين.
وذكر ابن الجزري وجهاً ثالثاً وهو القصر بحركتين وذلك على أنه مد لين، والإشباع هو الأشهر عند أهل الأداء.
فائدة أخرى : هناك ثلاثة كلمات في القرآن وهي ﴿ ءالئن ﴾ و ﴿ ءالذكرين ﴾ و ﴿ ءالله ﴾ وهذه يجوز فيها وجهان :
١- الإبدال : أي إبدال همزة الوصل بحرف مد ولأجل إيضاح همزة الاستفهام فإننا نمد ذلك بست حركات
٢- التسهيل :[ مع القصر بدون مد ] أي تسهيل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام فتنطق همزة الوصل نطقاً بين الهمزة والألف فلا هي همزة خالصة ولا هي ألف خالصة.
- ويسمى المد في هذه الكلمات الثلاث السابقة : مد الفرق [ أي ليُفَرَّق به بين الاستفهام والخبر ].
ثانياً : المد الواجب
• قال الناظم رحمه الله :-
وواجبٌ إن جاءَ قبلَ همزةِ متصلاً إنْ جُمِعَا بكِلْمةِ
• الشرح :
ثم يلي المد اللازم المد المتصل وحكمه وجوب المد فيه عند جميع القراء لكن اختلفوا في مقدار هذا المد.
وقال الناظم في تعريفه ( وواجبٌ : إن جاءَ ) حرف المد ( قبلَ همزةِ ) بشرط أن يكون ( متصلاً ) وهذا الاتصال حقيقته ( إنْ جُمِعَا بكِلْمةِ ) أي إن جمع المد والهمز بكلمة واحدة. ومثاله ﴿ السمآء ﴾ ﴿ بالسوء ﴾ ﴿ وسيء ﴾
٣ - ( وتعبدوا ياسينَ ) وذلك في سورة ياسين في قوله تعالى ﴿ ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ﴾
٤ – ( ثانيْ هودَ ) أي الموضع الثاني من قوله تعالى ﴿ أن لا تعبدوا إلا الله ﴾ في سورة هود بخلاف الموضع الأول من السورة فإنها موصولة فيه ﴿ ألا تعبدوا إلا الله ﴾
٥ - ( لا يُشْرِكنَ ) وذلك في قوله تعالى ﴿ يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئاً ﴾ في سورة الممتحنة
٦ – ( تُشْرِكْ ) وذلك في قوله تعالى ﴿ أن لا تشرك بي شيئاً ﴾ في سورة الحج.
٧ – ( يَدْخُلَنْ ) وذلك في قوله سبحانه ﴿ أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ﴾ في سورة القلم.
٨ – ( تَعْلُو على ) في قوله تعالى ﴿ وأن لا تعلوا على الله ﴾ في سورة الدخان.
٩ – ( أن لا يقولوا ) في قوله تعالى ﴿ أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه ﴾ في سورة الأعراف.
١٠ – ( لا أقول ) في قوله تعالى ﴿ حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق ﴾ في سورة الأعراف أيضاً.
* وما عدا هذه العشرة فهو موصول مثل :﴿ ألا يرجع إليهم قولاً ﴾ في سورة طه، وقوله تعالى ﴿ ألا تزر وازرة وزر أخرى ﴾
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
................................... ( إنْ مَّا ) بالرعدِ والمفتوحَ صِلْ و( عنْ مَّا )
نُهوا اقْطَعُوا ( منْ مَّا ) برومٍ والنِّسا خُلْفُ المنافقينَ ( أمْ مَّنْ ) أسَّسَا
فُصِّلتِ النسا وذِبْحٍ ( حيثُ مَا ) و( أنْ لمَِّ ) المفتوحَ كسرُ ( إنَّ مَا )
الاَنعام والمفتوح َ يَدْعُونَ مَعَا وخُلْفُ الاَنْفَالِ ونحلٍ وَقَعَا
• الشرح :
الثانية :( إنْ مَّا )
-واقطع ( إنْ ) وافصلها عن ( ما ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى ﴿ وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم ﴾ وهذا ( بـ ) سورة ( الرعد ).
*وما عدا هذا الموضع فهو موصول نحو قوله تعالى ﴿ وإمَّا نرينك بعض الذي نعدهم ﴾ في سورة يونس وقوله تعالى ﴿ وإمَّا تخافن من قوم خيانة ﴾ في سورة الأنفال.
٣- ( إبرهمْ معاً أخيراتٌ ) أي في سورة إبراهيم في الموضعين معاً الأخيرين، وهما قوله تعالى ﴿ بدلوا نعمت الله كفراً ﴾ والثاني قوله تعالى ﴿ وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ﴾، وأما الموضع الأول من سورة إبراهيم فالتاء فيه مربوطة وهو قوله تعالى ﴿ وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ﴾.
- إذاً يتحصل مما سبق أن قول الناظم ( أخيرات ) يعود على ماسبق في موضع البقرة والنحل وإبراهيم فالمواضع الأولى من هذه السور كتبت التاء في كلمة ( نعمة ) مربوطة.
٤– ( عقودُ الثانِ هَمّْ ) أي في سورة المائدة التي فيها ( أوفوا بالعقود ) فقد وردت كلمة ( نعمة ) فيها مرتين الأولى تاؤها مربوطة والموضع ( الثان ) أي الثاني في السورة كتبت مفتوحة وهو الموضع الذي فيه كلمة ( هَمَّ ) فهو قوله تعالى ﴿ اذكروا نعمت الله عليكم إذ هَمَّ قوم ﴾
- وفي نسخة بدل ( هَمَّ ) :[ ثَمَّ ] أي هنا، وقال بعض الشُّراح : بل النسخة فيها ( هَمَّ ) وهي بمعنى ثَمَّ، ولكن الأَولى أن تكون ( هَمَّ ) بمعنى الآية التي فيها كلمة ( هَمَّ ) لأنها تُوَضِّح الموضع بسهولة.
٥- ( لُقمانُ ) أي في سورة لقمان في قوله تعالى ﴿ تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته ﴾.
٦– ( ثُمَّ فَاطرٌ ) أي في سورة فاطر في قوله تعالى ﴿ يأيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالقٍ... ﴾.
٧– ( كالطورِ ) أي في سورة الطور في قوله تعالى ﴿ فما أنت بنعمت ربك ﴾.
٨– ( عمرانَ ) أي في سورة آل عمران في قوله تعالى ﴿ واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً ﴾
* وما عدا ما ذكر فقد كتب بالتاء المربوطة.
الكلمة الثالثة :﴿ لَعْنَتَ ﴾ : وذلك في موضعين :-


الصفحة التالية
Icon