٢- أقصى اللسان أسفل مخرج القاف مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى : ويخرج منه حرف [ الكاف ] وأشار إليه الناظم بقوله ( ثم الكاف ) أي أنه من أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى ولكنه ( أسفل ) من مخرج القاف فهو أقرب إلى الفم من مخرج القاف.
- وليس معنى قول الناظم ( فوق ) ( أسفل ) أي الإستعلاء والإستفال.
٣- وسط اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى : ويخرج منه [ الجيم والشين والياء الغيرمدية ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والوسط فجيم الشين يا )
• تنبيهان :- أ – مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان بالحنك الأعلى بينما الشين والياء فيه تجافٍ.
ب - بعضهم لايحرص على صفة الشدة في الجيم فتكون جيم معطشة [ وهي جيم مع شين ] وهي لغة فصيحة ولكن لم يأت بها القران. قال بعضهم :
والجيم إن تضعف أتت ممزوجة بالشين مثل الجيم بالمرجان
٤- إحدى حافتي اللسان مع مايليها من الأضراس العليا اليسرى أو اليمنى : ويخرج منه حرف [ الضاد ] وخروجها من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالا. وإلى هذا المخرج أشار الناظم بقوله ( والضاد ) تخرج ( من حافته ) أي من حافة اللسان ( إذ وليا الاَضراس ) أي مع ما يليها من الأضراس ( من أيسر أو يمناها ) أي إما من الجانب الأيسر أو الجانب الأيمن.
٥- أدنى إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه [ اللام ] وإليه أشار الناظم بقوله ( واللام أدناها ) أي أدنى حافة اللسان ( لمنتهاها ) أي إلى منتهى الحافة.
ومنتهى الحافة فيه خلاف :- فقيل : منتهى حافة اللسان هي طرف اللسان فمخرج اللام من أدنى إحدى حافتي اللسان إلى طرف اللسان مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا.
وقيل : منتهى الحافة هي أدنى حافة اللسان الأخرى.
تنبيه : أدنى الحافة هو ما يحاذي الضاحك [ والسن الضاحك هو ما يلي الناب ].
قال ( وأظهرِ الغنةَ منْ نونٍ ومنْ ميمٍ إذا ما شُدِّدَا ) أي أن النون والميم المشددتين يجب إظهار الغنة فيهما. فحكم النون والميم المشددتين الغنة وهذه الغنة بمقدار حركتين ومثالها قوله تعالى ﴿ إنَّ الذين ﴾ ﴿ إمَّا يبلغن ﴾.
• فائدة في مراتب الغنة : قال السمنُّودي :-
وغُنَّ في نون وميم بادياً إن شددا فأدغما فأخفيا
فأظهرا فحركا وقدرت بألف لا فيهما كما ثبت
فالناظم السمنودي رتبها هنا على ما يلي :-
١- أكملها إذا شددتا. ٢- ويليه إذا أدغمتا.
٣- ويليه إذا أخفيتا. ٤- ويليه إذا أظهرتا وهما ساكنتين.
٥- ويليه إذا حركتا
ثم قال السمنودي [ وقدرت بألف ] أي تقدر الغنة بحركتين لأن الألف عبارة عن حركتين. وتقدر بحركتين في المرتبة الأولى والثانية والثالثة لأن الغنة تظهر فيهن وأما المرتبة الرابعة والخامسة فلا تظهر الغنة فيهما ولكن فيها أصل الغنة. وهذا معنى قوله ( لا فيهما ) أي لا تقدر بحركتين في المرتبتين الأخيرتين.
• فائدة أخرى :
الغنة تتبع ما بعدها تفخيماً وترقيقاً فإن كان مابعدها مفخماً فتفخم وإن كان مرققاً فترقق فهي بعكس الألف لأن الألف تتبع ما قبلها.
حكم الميم الساكنة
• ثم قال الناظم رحمه الله :-
........................................................................ وأخفِينْ
الميمَ إن تسكنْ بغنةٍ لدَى باءٍ على المختارِ من أهلِ الأدَا
وأَظهرنْهَا عندَ باقي الأحرُفِ واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفِي
•الشرح :-
ذكر المؤلف رحمه الله هنا أحكام الميم الساكنة وهي ثلاثة أحكام :-
١- إدغام مثلين صغير : وذلك إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف [ الميم ] فإنك تدغم الميم الساكنة بالميم المتحركة مثل قوله تعالى ﴿ ومنهمْ من ﴾ وهذا الحكم لم يذكره الناظم هنا ولكنه مستفاد مما سبق وذلك عند قوله ( وأولي مثل وجنس إن سكن أدغم ).
هذا هو القسم الثالث من هذه المنظومة فذكر الناظم القسم الأول وهو مخارج الحروف وصفاتها وذكر القسم الثاني وهو التجويد وما يتعلق به، ولما فرغ من ذلك أعقبه بمعرفة الوقف والابتداء وما يلزم منه من معرفة الموصول والمقطوع وتاء التأنيث الموقوف عليها بالتاء والابتداء بهمزة الوصل والوقف على أواخر الكلم ؛ وستأتي كلها إن شاء الله.
قال الناظم :( وبعد ) معرفة ( تجويدكِ للحروفِ لابدَّ ) لك ( من معرفةِ الوقوفِ وَالِابتداءِ ) وقد ثبت عن علي رضي الله عنه أنه لما سئل عن معنى الترتيل في قوله تعالى ﴿ ورتل القرآن ترتيلاً ﴾ قال :" الترتيل هو تجويد الحرف ومعرفة الوقوف ".
أولاً : الوقف :-
وهو قطع الصوت على آخر الكلمة زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة وهو قسمين :- أ- وقف اختياري وهو أن يقف القارئ باختياره وهذا ما تكلم عليه الناظم وسيأتي إن شاء الله.
ب- وقف اضطراري وهو ما يعرض للقارئ أثناء قراءته بسبب ضرورة كعطاس وضيق تنفس ونحوذلك
ثانياً : الابتداء :-
وهو الشروع في القراءة سواءً كان بعد قطع وانصراف عنها أو بعد وقف.
قال ابن الجزري :" والإبتداء لا يكون إلا اختيارياً لأنه ليس كالوقف تدعو إليه ضرورة " أهـ.
ثالثاً : القطع :-
وهو قطع القراءة بنية الانتهاء وعدم الاستئناف مرة أخرى.
- ولا يكون إلا في أواخر السور أو على رؤوس الآي على الأقل.
رابعاً : السكت :-
وهو قطع الصوت عن الكلمة زمناً يسيراً من غير تنفس بنية متابعة القراءة.
- وهو مقيد بالسماع فالسكت في موضع لم يرد فيه سكت يعتبر لحناً في الأداء.
- ومواضع السكت عند حفص قسمين :-
١- ما روي السكت فيه عن حفص وجوباً، وعلامتها في المصاحف وضع "س" فوقها [ بمعنى أنه إذا وصل الكلمة بما بعدها فليس له إلا السكت ] وقد تفرد حفص بهذه المواضع وحده وهي أربعة مواضع :
أ - السكت على ﴿ عوجا ﴾ في سورة الكهف.
ب- السكت على ﴿ مرقدنا ﴾ في سورة يس.
-وأما قول الناظم ( وخُلْفُ الانفَالِ ونحلٍ وَقَعَا ) أي وقع الخلاف هل تقطع ( أنَّ ما ) أو توصل في موضعي الأنفال والنحل :-
أ- في الأنفال في قوله تعالى ﴿ واعلموا أنَّما غنمتم من شيءٍ ﴾، [ وعندنا في مصحف المجمَّع موصولة ]
ب- في النحل في قوله تعالى ﴿ إنَّما عند الله هو خير لكم ﴾، [ وعندنا في مصحف المجمَّع موصولة ].
- وهنا إشكال في قول الناظم من وجهين :-
الأول : أن كلمة ( أنَّما ) وردت في الأنفال في موضعين وكلمة ( إنَّما ) وردت في النحل في عشرة مواضع ولم يقيد الناظم الموضع المراد فيه الخلاف من هذه المواضع وقد سبق بيان ذلك الموضع.
الثاني : أنه عطف الخلاف على كلمة ( أنَّ ما ) المفتوح وهذا سليم في موضع الأنفال بينما في موضع النحل عَطْفُ الخلاف ينبغي أن يكون على ( إنَّ ما ) المكسور فليتنبه لذلك.
* وما عدا ما ذكر فإنه موصول كقوله تعالى ﴿ فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ﴾ في المائدة
• ثم قال الناظم رحمه الله :
و(كلِّ ما ) سألتموهُ واختُلِفْ رُدُّوا كذا ( قلْ بِئْسَمَا ) والوَصْلَ صِفْ
خلفتموني وَاشتروا ( في مَا ) اقْطَعَا أُوحِيْ أفضتُمُ اشْتَهَتْ يَبْلُو مَعَا
ثانِيْ فَعَلْنَ وَقَعَتْ رُوْمٌ كِلاَ تَنْزِيلُ شُعَرَا وَغَيْرُهَا صِلاَ
• الشرح :
الحادية عشرة :( كلّ مَا )
- ( و ) اقطعوا أيضاً كلمة ( كل ) عن كلمة ( ما ) وذلك في موضع واحد قد أشار إليه الناظم بقوله ( كلِّ ما سألتموهُ ) وذلك في سورة إبراهيم في قوله تعالى ﴿ وآتاكم من كل ما سألتموه ﴾، وهذا مقطوع بالاتفاق.
-( واختُلِفْ ) في قطعها ووصلها في أربعة مواضع :-
١– ( زُدُّوا ) أي في قوله تعالى ﴿ كل ما ردوا إلى الفتنة ﴾ في سورة النساء. ونص الناظم على هذا الموضع وترك غيره من المواضع الثلاثة وهذا مما يستدرك على الناظم رحمه الله.
٢– في قوله تعالى ﴿ كل ما جاء أمة رسولها ﴾ في سورة المؤمنين.
وهذا في سورة التحريم في قوله تعالى ﴿ ومريم ابنت عمران ﴾.
الكلمة الثالثة عشرة :﴿ كَلِمَتْ ﴾:
وهذا في موضع واحد وهو الذي أشار إليه الناظم بقوله ( أوْسَطَ الاَعْرافِ ) وهي قوله تعالى ﴿ وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل ﴾
• ثم قال الناظم :( وَكُلُّ مَااخْتُلِفْ جَمْعاً وَفَرْداً فيه بالتاءِ عُرِفْ )
وهذا هو الموضع الأخير من الكلمات المرسومة بالتاء المفتوحة، يعني : أن كل ما اختلف القراء فيه فبعضهم يقرأه بالإفراد وبعضهم يقرأه بالجمع فإنك ترسمه بالتاء المفتوحة لا بالهاء حتى يحتويها الرسم العثماني.
- وهذه الكلمات هي كما يلي :
١- كلمة ﴿ جملت ﴾ في قوله تعالى ﴿ كأنه جملت صفر ﴾ في سورة المرسلات.
٢- كلمة ﴿ الغرفت ﴾ في قوله تعالى ﴿ وهم في الغرفت آمنون ﴾ في سورة سبأ.
٣- كلمة ﴿ بينت ﴾ في قوله تعالى ﴿ فهم على بينت منه ﴾ في سورة فاطر.
٤- كلمة ﴿ ثمر ت ﴾ في قوله تعالى ﴿ وما تخرج من ثمرت من أكمامها ﴾ في سورة فصلت.
٥- كلمة ﴿ غيبت ﴾ في قوله تعالى ﴿ غيبت الجب ﴾ في كلا الموضعين في سورة يوسف.
٦- كلمة ﴿ ءايت ﴾ في قوله تعالى ﴿ ءايت للسائلين ﴾ في سورة يوسف، وفي قوله تعالى ﴿ لولا أنزل عليه ءايت من ربه ﴾ في سورة العنكبوت.
٧- كلمة ﴿ كلمت ﴾ في قوله سبحانه وتعالى في الأربع مواضع الآتية :
أ - ﴿ وتمت كلمت ربك صدقاً وعدلاً ﴾ في سورة الأنعام.
ب _ ﴿ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا ﴾ في سورة يونس.
ج _ ﴿ إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ﴾ في سورة يونس.
د _ ﴿ وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا ﴾ في سورة غافر.
[ والموضعان الأخيران وقع فيهما الخلاف في رسمها بين التاء المبسوطة والمربوطة وذلك لمن قرأها بالإفراد وأما من قرأها بالجمع فالتاء مبسوطة عنده قولاً واحداً ].
باب همز الوصل
•قال الناظم رحمه الله :-
وابدَأْ بهمزِ الوصلِ منْ فعلٍ بضمّْ إنْ كانَ ثالثٌ منَ الفعلِ يُضمّْ