٦-رأس اللسان مع ما يحاذيه من الحنك الأعلى فويق الثنيتين : ويخرج منه حرف [ النون ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والنون من طرفه ) أي من طرف اللسان - أي رأسه ومحاذيه من اللثة - ( تحت اجعلوا ) أي اجعلوها أيها القراء تحت مخرج اللام قليلا ؛ فاللام أقرب إلى جهة الحلق من النون.
٧- طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا : ويخرج منه حرف [ الراء ] وأشار إليه الناظم بقوله ( والراء يدانيه ) أي يقارب مخرج النون ولكنه ( لظهر أدخل ) فهو أدخل إلى ظهر اللسان قليلا من مخرج النون.
٨- طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا : ويخرج منه ثلاثة حروف [ الطاء والدال والتاء ] ومخرج الطاء أبعدها من الحلق وأقرب للأسنان ومخرج التاء بالعكس وبينهما الدال. وإلى هذا المخرج أشار الناظم بقوله ( والطاء والدال وتا منه ) أي تخرج من طرف اللسان ( ومن ) أصول ( عليا الثنايا ).
٩- طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى : ويخرج منه حروف الصفير وهي [ الصاد والزاي والسين ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( والصفير مستكن ) أي وحروف الصفير مستقر خروجها ( منه ) أي من طرف اللسان ( ومن فوق الثنايا السفلى ).
١٠- طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا : ويخرج منه ثلاثة حروف [ الظاء والذال والثاء ] وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( والظاء والذال وثا للعليا من طرفيهما ) يعني تخرج هذه الحروف من طرف اللسان وطرف الثنايا العليا.
رابعاً : مخرج الشفتين
• قال الناظم رحمه الله :-
................. ومن بطن الشفَهْ فَالفَا مَعَ اطْرَافِ الثَّنَايَا المُشْرِفَهْ
للشفتينِ الواوُ باءٌ ميمُ...........................................
•الشرح :-
المخرج الرابع من المخارج الإجمالية هومخرج الشفتين ويشتمل علىمخرجين بالتفصيل وهي كمايلي :-
٢- الإخفاء الشفوي : وهو إخفاء الميم الساكنة عند الباء بغنة. وسمي شفوياً لأن الباء والميم حرفان يخرجان من الشفتين ومثاله قوله تعالى ﴿ عليهمْ بوكيل ﴾.
وإلى هذا الحكم أشار الناظم بقوله ( وأخفينْ.. الميمَ ) فتخفي الميم وذلك بشرط ( إن تسكنْ ) فتكون ميماً ساكنة وهذا الإخفاء لابد أن يكون ( بغنةٍ ) فتخفي الميم الساكنة بغنة ( لدى ) أي عند حرف الـ ( ـباء ) وهذا القول – أعني الإخفاء عند الباء – هو ( على المختارِ من ) قول ( أهلِ الأداء ) وذلك أن هناك قولاً بإظهار الميم الساكنة عند الباء لكن هذا الخلاف قديم مهجور قبل ابن الجزري ؛ وعليه : فالذي عليه العمل _ والصحيح _ هو الإخفاء.
[ وقد اختلف في كيفية هذا الإخفاء هل يطبق الشفتين فيه أو لا يطبق وتكون بينهما فرجة بسيطة جداً ]
٣- الإظهار الشفوي : وهو إظهار الميم الساكنة عند غير الباء والميم من حروف الهجاء. وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( وأَظهرنْهَا ) أي الميم الساكنة ( عند باقي الأحرفِ )،
ثم نبه الناظم رحمه الله على حرفي الفاء والواو فقال ( واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي ) أي احذر أن تخفي الميم إذا أتى بعدها حرف واو أو حرف فاء وسبب تحذير الناظم من ذلك لاتحاد الميم مع الواو مخرجاً ولتقارب المخرجين بين الميم والفاء فيُظن أن الميم تختفي عند الواو والفاء كما تختفي عند الباء.
ومثاله قوله تعالى ﴿ لكم فيها ﴾ ﴿ ولا خوف عليهمْ ولا همْ يحزنون ﴾
باب حكم التنوين والنون الساكنة
• قال الناظم رحمه الله :-
وحكمُ تنوينٍ ونونٍ يُلْفَى إظهارٌ ادْغامٌ وقلبٌ إخفَا
فعندَ حرفِ الحلقِ أظهرْ وادَّغِمْ في اللامِ والرا لا بغنةٍ لَزِمْ
وأدغمنْ بغنةٍ في يُومِنُ إلا بكِلْمةٍ كـ( ـدُنْيَا ) ( عنْوَنُوا )
والقلبُ عندَ البَا بغنةٍ كذَا الاِخفا لدى باقي الحروفِ أُخِذَا
• الشرح :-
جـ- السكت على ﴿ وقيل من ﴾ في سورة القيامة.
د- السكت على ﴿ كلا بل ﴾ في سورة المطففين.
٢- ماروي السكت فيه عن حفص جوازاً وهو في موضعين :
أ- السكت عند نهاية سورة الأنفال وقبل بداية سورة التوبة فيجوز السكت وعدمه وعدم السكت هو الأشهر [ ولم توضع " س " على آخر سورة الأنفال في المصحف ]
ب- السكت عند قوله تعالى ﴿ ما أغنى عني ماليه ﴾ وقبل ﴿ هلك عني ﴾ فيجوز السكت وعدمه والسكت هنا هو المقدم في الأداء [ ووضعت " س " في هذا الموضع في بعض المصاحف ] وفي هذه الحالة تظهر ( هاء ) ماليه، وأما عند عدم السكت فتدغم الهاء في الهاء من باب إدغام المتماثلين.
أقسام الوقف الاختياري
• قال الناظم رحمه الله :-
............. وهي تُقْسَمُ إذنْ ثلاثةً تَامٌ وكافٍ وحسنْ
وهي لما تمَّ فإنْ لم يُوجدِ تَعلُّقٌ أو كان معنىً فاْبتَدِي
فالتَّامُ فالكافي ولفظاً فامنعنْ إلا رؤوسَ الآيِ جَوِّزْ فالحَسَنْ
وغيرُ ما تمَّ قبيحٌ ولهُ الوقفُ مضطراً ويَبْدَا قبلَهُ
• الشرح :
في هذا المقطع بَيَّنَ الناظم أقسام الوقف الاختياري الذي سبق ذكره. وهو قسمان في الجملة :
١- وقف اختياري جائز : وهو الوقف على ما تم معناه.
٢- وقف اختياري ممنوع أو قبيح : وهو الوقف على ما لم يتم معناه.
أولاً : الوقف الاختياري الجائز :
وهذا الوقف ثلاثة أقسام كما أشار إلى ذلك الناظم بقوله :( وهي ) أي الوقوف – يعني الجائزة – ( تُقْسَمُ إذنْ ) – هذه زائدة – ( ثلاثة ) أقسام وهي :( تَامٌ وكافٍ وحسنْ. وهي ) أي هذه الوقوف المذكورة إنما تكون ( لما تمَّ ) معناه. وهذه الوقوف الثلاثة هي كما يلي :
١- الوقف التام :
وهو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظاً ولا معنى.
وحكمه : أنه يحسن الوقوف عليه والابتداء بما بعده.
ومثاله : قوله تعالى على لسان الظالم ﴿ لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ﴾ ثم تقف وتبتدئ ﴿ وكان الشيطان للإنسان خذولاً ﴾
٣- في قوله تعالى ﴿ كلما دخلت أمة لعنت أختها ﴾ في سورة الأعراف.
٤- في قوله تعالى ﴿ كلما ألقي فيها فوج ﴾ في سورة الملك.
-[ وعندنا في مصحف المجمع على قطع موضعي النساء والمؤمنون ووصل موضعي الأعراف والملك ]
* وما عدا ما ذكر فإنه موصول كقوله تعالى ﴿ أفكلما جاءكم رسول ﴾ في البقرة ﴿ كلما نضجت جلودهم ﴾.
الثانية عشرة :( بئسَ مَا )
- ثم قال الناظم ( كذا قلْ بِئْسَمَا ) أي كذا اختلف في قطع كلمة ( بئس ) عن كلمة ( ما ) وذلك في موضع واحد وهو قوله تعالى ﴿ قل بئسما يأمركم به إيمانكم ﴾ في سورة البقرة [ وعندنا في مصحف المجمع موصولة ].
- ثم قال الناظم ( والوَصْلَ صِفْ ) أي صف ما يأتي من كلمة ( بئسما ) بأنها موصولة وذلك في موضعين :
١– ( خلفتموني ) وذلك في قوله تعالى ﴿ بئسما خلفتموني من بعدي ﴾ في سورة الأعراف.
٢– ( اشتروا ) وذلك في قوله تعالى ﴿ بئسما اشتروا به أنفسهم ﴾ في سورة البقرة.
*وما عدا ما ذكر فهو مقطوع كقوله تعالى ﴿ ولبئس ما شروا به أنفسهم ﴾ في البقرة ﴿ لبئس ما كانوا يعملون ﴾ في المائدة.
الثالثة عشرة :( في مَا )
- قال الناظم ( في مَا اقْطَعَا ) أي واقطع كلمة ( في ) عن كلمة ( ما ) وذلك في أحد عشر موضعاً :
١– ( أُوحِيْ ) وذلك في قوله تعالى ﴿ قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً ﴾ في سورة الأنعام.
٢– ( أفضتُم ) وذلك في قوله تعالى ﴿ لمسكم في ما أفضتم فيه ﴾ في سورة النور
٣- ( اشتهتْ ) وذلك في قوله تعالى ﴿ وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ﴾ في سورة الأنبياء.
٤– ( يَبْلُو مَعَا ) أي أنها في موضعين الأول في قوله تعالى ﴿ ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات ﴾ في المائدة.
٥- والموضع الثاني من ( يبلو ) في قوله تعالى ﴿ ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب ﴾ في الأنعام.
واكسِرْهُ حالَ الكسرِ والفتحِ وَفِي الاَسماءِ غيرِ اللامِ كسرُها وَفِيّْ
( ابْنٍ ) مَعَ ( ابْنَتِ ) ( امْرِئٍ ) و( اثْنينِ ) و( امرأةٍ ) و ( اسمٍ ) مَعَ ( اثنتينِ )
• الشرح :
لما ذكر الناظم فيما سبق ما يوقف عليه من المقطوع والموصول وتاء التأنيث ذكر في هذا الباب ما يبدأ به من همز الوصل وكيفية البدء بها.
وسميت همزة الوصل بذلك لأنه يتوصل بها إلى النطق بالساكن ولذلك سماها الخليل :[ سُلَّم اللسان ]، وهي تدخل على الأفعال وعلى الأسماء.
أولاً : الأفعال :
وهي تدخل على الفعل الماضي مثل [ استخرج ] وفعل الأمر مثل [ ادع ] وأما الفعل المضارع فهمزته همزة قطع، ودخول همزة الوصل على الفعل الماضي والأمر له حالتان :-
١ – إن كان ثالث حرف في الفعل مضموم ضم أصلي فإن همزة الوصل تضم، وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( وابدَأْ بهمزِ الوصلِ منْ فعلٍ بضمْ إنْ كانَ ثالثٌ ) حرف ( منَ الفعلِ يُضمْ ) ضم أصلي. ومثال ذلك ﴿ اُشْدُد ﴾ ﴿ اُرْكُض ﴾.
- أما إذا كان ثالث حرف مضموم ضم غير أصلي فإن همزة الوصل لا تضم بل تكسر ولم يقع في القرآن من هذا إلا خمسة أفعال هي ﴿ اقْضُوا ﴾ ﴿ امْضُوا ﴾ ﴿ ابْنُوا ﴾ ﴿ امْشُوا ﴾ ﴿ ائْتُوا ﴾.
٢ – إن كان ثالث حرف في الفعل مكسور أو مفتوح فإن همزة الوصل تكسر، وإلى هذا أشار الناظم بقوله ( واكسِرْهُ ) أي الهمز ( حالَ ) كون حركة ثالث حرف في الفعل إما ( الكسرِ ) أو ( الفتحِ ) ومثال ذلك ﴿ ارْجِع ﴾ ﴿ اذْهَب ﴾.
- ولم تفتح همزة الوصل في الفعل لأنها تكون حينئذٍ همزة قطع [ وهمزة القطع للفعل المضارع ].
- فائدة : إذا اجتمع همزتان الأولى همزة وصل والثانية همزة قطع :-