…وأما التأويل في اللغة فهو من آل يؤول إلى كذا أي يرجع إليه، ويقول الرازي في مختار الصحاح :" التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء، وقد أوله تأويلا وتأوله بمعنى، وآل الرجل أتباعه وعياله، وآله أيضا أتباعه " (١).
…وقد وردت كلمة "التأويل" في سبعة عشر موضعا من القرآن الكريم، وكلها تحوم حول هذه المعاني :
١- تأويل الأحاديث :﴿ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث ﴾(٢).
٢- تأويل الأحلام :﴿ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ﴾(٣).
٣- تأويل الأعلام وبيان ما يقصد منها :﴿ سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ﴾(٤).
٤- ما يتعلق بالمتشابه الذي لا يعلمه إلى الله :﴿ وما يعلم تأويله إلى الله ﴾(٥).
…والسياق الذي وردت فيه كلمة "التأويل" في القرآن الكريم يبين أن استعمالها يكون أكثر في الكشف عن المعاني المعنوية العقلية.
…ويرى جلة من العلماء أن التأويل مرادف للتفسير في أشهر معانيهما اللغوية (١)، ومما يؤكد ذلك ما ذهب إليه الدكتور الجليند من أن التأويل بمعنى " نقل ظاهر اللفظ إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل، أي صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى آخر يحتمله اللفظ " لم يرد في المعاجم التي ألفت قبل القرن الرابع الهجري. ويخلص من ذلك إلى القول إن " كلمة التأويل كانت تستعمل على ألسنة اللغويين من رواة ومحدثين حتى بداية القرن الخامس الهجري في معنى: المرجع والمصير والعود. حيث لم يرد إلينا في المعاجم التي وضعت في هذه الفترة. وهي المصدر الوحيد لكل المعاجم التي وضعت بعد ذلك ما يخالف ذلك(٢).…