قال ابن هبيرة :" ومن مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعا " (٧)، قال الشاطبي :" فمن حيث كان القرآن معجزا أفحم الفصحاء وأعجز البلغاء أن يأتوا بمثله فذلك لا يخرجه عن كونه عربيا جاريا على أساليب كلام العرب ميسرا للفهم فيه عن الله ما أمر به ونهى " اهـ (٨)، قال ابن القيم :" من قال إن له تأولا لا نفهمه ولا نعلمه وإنما نتلوه متعبدين بألفاظه ففي قلبه منه حرج " اهـ (٩)، ويقول الصنعاني :" فإن من قرع سمعه قوله تعالى :﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [(٢٠) سورة المزمل] يفهم معناه دون أن يعرف أن ( ما ) كلمة شرط، و ( تقدموا ) مجزوم بها لأنه شرطها، و ( تجدوه ) مجزوم بها لأنه جزاؤها، ومثلها كثير... فياليت شعري ! ما الذي خص الكتاب والسنة بالمنع عن معرفة معانيها وفهم تراكيبها ومبانيها.. حتى جعلت كالمقصورات في الخيام.. ولم يبق لنا إلاترديد ألفاظها وحروفها... " اهـ (١٠)
إن الصحيح والحق في هذه المسألة أن القرآن معظمه واضح وبين وظاهر لكل الناس، كما قال ابن عباس : التفسير على أربعة أوجه :"وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر احد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله " (١١) ومعظم القرآن من القسمين الأولين. إن عدد آيات الاحكام في القرآن ٥٠٠ آية، وعدد آيات القرآن ٦٢٣٦ آية.


الصفحة التالية
Icon