والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته، واجتمع على فهمه ووعيه فيحصل بذلك التدبر المكين، والفهم العميق
وبالعكس إذا لم يوجد الحب فإن إقبال القلب على القرآن يكون صعبا، وانقياده إليه يكون شاقا لا يحصل إلا بمجاهدة ومغالبة، وعليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى وأعلى مستويات التدبر.
والواقع يشهد لصحة ماذكرت فإننا مثلا نجد أن الطالب الذي لديه حماس ورغبة وحب لدراسته يستوعب ما يقال له بسرعة فائقة وبقوة، وينهي متطلباته وواجباته في وقت وجيز، بينما الآخر لا يكاد يعي ما يقال له إلا بتكرار وإعادة، وتجده يذهب معظم وقته ولم ينجز شيئا من واجباته.
المسألة الثانية : علامات حب القلب للقرآن
حب القلب للقرآن له علامات منها :
١-الفرح بلقائه والجلوس معه أوقاتا طويلة دون ملل.
٢-الشوق إلى لقائه متى بعد العهد عنه وحال دون ذلك بعض لموانع، وتمني ذلك والتطلع إليه ومحاولة إزالة العقبات التي تحول دونه.
٣-كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة صغيرها وكبيرها.
٤-طاعته، أمرا ونهيا.
هذه أهم علامات حب القرآن، فمتى وجدت فإن الحب موجود، ومتى تخلفت فحب القرآن مفقود، ومتى تخلف شئ منها نقص حب القرآن بقدر ذلك التخلف.
إنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال: هل أنا أحب القرآن؟
إنه سؤال مهم وخطير، وإجابته أشد خطرا، إنها إجابة تحمل معان كثيرة.
وقبل أن تجيب على هذا السؤال ارجع إلى العلامات التي سبق ذكرها لتقيس بها إجابتك وتعرف بها الصواب من الخطأ.
إن بعض المسلمين لو سئل هل تحب القرآن ؟ يجيب : نعم أحب القرآن، وكيف لا أحبه ؟ لكن هل هو صادق في هذا لجواب ؟
كيف يحب القرآن وهو لا يطيق الجلوس معه دقائق، بينما تراه يجلس الساعات مع ما تهواه نفسه وتحبه من متع الحياة.
قال أبو عبيد :"لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله ورسوله". (١٢)


الصفحة التالية
Icon