إننا ينبغي أن نعترف أولا أن الجواب : لا إذا لم توجد فينا العلامات السابقة. ثم نسعى في الحصول على الجواب : نعم. وهو ما سيتم بيانه في المسألة التالية.
المسألة الثالثة وسائل تحقيقه لتحصيل حب القلب للقرآن وسيلتان:
الوسيلة الأولى: التوكل على الله تعالى والاستعانة به
الاستعانة بالله تعالى وسؤاله سبحانه أن يرزقك (حب القرآن)، ومن ذلك الدعاء العظيم عن ابن مسعود _ قال : قال رسول الله ' :" ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن. (١٣)
فيكرره كل يوم ثلاثا خمسا سبعا ويتحرى مواطن الإجابة ويجتهد أن يكون سؤاله بصدق وبتضرع وإلحاف وشفقة وحرص شديد أن يجاب وأن يعطى، إن بعض الناس لا يعرف الإلحاف في المسألة إلا في مطالبه الدنيوية المادية، أما الأمور الدينية فتجد سؤاله لها باردا باهتا هذا إن دعا وسأل.
ومن الاستعانة بالله في حصول تدبر القرآن ما شرع لقارئ القرآن من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن البسملة في أوائل السور ففيها طلب العون من الله تعالى على تدبر القرآن عامة والسورة التي يريد قراءتها خاصة.
الوسيلة الثانية: فعل الأسباب :
وخير الأسباب وأنفعها في هذا المقام العلم ووسيلته : القراءة أو السماع:


الصفحة التالية
Icon