أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة، وأقوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له. وأقترح على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن والسنة واقوال السلف، فيها بيان لعظمة القرآن ومكانته، ويرتبها على مستويين : متن، وشرح، فالمتن يحفظ ويكرر، والشرح يقرأ ويفهم، ويتم ربط المعاني التي تضمنها الشرح بألفاظ المتن(١٤).
ويرجى بإذن الله تعالى لمن طبق هذا البرنامج أن يرزقه الله حب القرآن وتعظيمه والذي هو المفتاح الرئيس لتدبر القرآن وفهمه، وكل كلام يقال في هذا الموضوع فهو متوقف عليه، وهذا السر في أن الكثير منا يقرأ في هذا الموضوع ولا يخرج بأي نتائج إيجابية.
فأكثر من القراءة عن القرآن، اقرأ باستمرار عن حال السلف مع القرآن وقصصهم في ذلك وأخبارهم.
ينبغي أن نعلم أن عدم حبنا للقرآن وتعظيمنا له سببه الجهل بقيمته، مثل الطفل تعطيه خمسائة ريال فيرفض ويطلب ريالا واحدا. فكذلك من لا يعرف قيمة القرآن يزهد فيه ويهجره ويشتغل بما هو أدنى منه.
لو أعلن عن كتاب من يختبر فيه وينجح يمنح عشرة مليارات ؟ فكيف يكون حرص الناس وتعلقهم بهذا الكتاب وكيف يكون الطلب عليه والاشتغال بمذاكرته. إن القرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ملكا لا حدود له.
المبحث الثاني : أهداف قراءة القرآن
تمهيد: في التنبيه إلى استحضار أهداف قراءة القرآن
معظم الناس إذا سالته لماذا تقرأ القرآن ؟ يجيبك لأن تلاوته أفضل الأعمال ولأن الحرف بعشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها، فيقصر نفسه على هدف ومقصد الثواب فحسب أما المقاصد والأهداف الأخرى فيغفل عنها.


الصفحة التالية
Icon