هذا هو المقصد المهم، والمقصود الأعظم من إنزال القرآن والأمر بقراءته، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة : قال الله عزوجل :﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ [(٢٩) سورة ص ]، ﴿أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ [(٨٢) سورة النساء]، ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الأَوَّلِينَ﴾ [(٦٨) سورة المؤمنون]. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ [(٣٧) سورة ق ]
قال ابن مسعود _ :" إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين " اهـ (١٨)،
وقال الحسن بن علي _ :" إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار " اهـ (١٩)، وقال مسروق بن الأجدع - وهو من كبار تابعي الكوفة وأجمعهم لعلم الصحابة - :" ما نسأل أصحاب محمد ' عن شئ إلا وعلمه في القرآن ولكن قصر علمنا عنه " (٢٠)، وقال عبد الله بن عمر :" لقد عشنا دهرا طويلا وإن أحدنا يؤتى الإيمان(٢١) قبل القرآن (٢٢) فتنزل السورة على محمد ' فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما آمره ولا زاجره وما ينبغي أن يقف عنده منه ينثره نثر الدقل "اهـ (٢٣)
وقال الحسن البصري :" ما أنزل الله آية إلا وهو يحب أن يعلم فيم أنزلت وما أراد بها " (٢٤)
وعن عبد الله بن عمر قال :" عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون، وبه تجزون، وكفى به واعظا لمن عقل " اهـ (٢٥)


الصفحة التالية
Icon