العلم بالله تعالى وأوله العلم المقتضي للا ستغفار قال الله تعالى :﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك﴾. فالعلم الذي يورث الاستغفار ويدفع إليه هو العلم المؤدي للنجاح، وكل علم لا يبعث على الاستغفار فليس هو المراد. وهذا العلم هو : علم لا إله الا الله، على وجه يحقق المقصود لفظا ومعنى، أما اللفظ دون المعنى فلا يحقق المراد والله أعلم.
قال ابن عباس في تفسير قول الله تعالى :﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [(٢٨) سورة فاطر ] : هم الذين يعلمون أن الله على كل شئ قدير.
ولفظ العلم لفظ واسع جدا وإطلاقاته كثيرة، وهو لفظ جذاب، وكل يصطفيه لنفسه ويعتبر ما عداه ليس بعلم، ومن ذلك : أهل العلوم التجريبية يسمون معارفهم علما، ويسمون العلوم الأخرى - بما فيها علوم الدين- : أدبا... الخ.
وكل ذلك يعتبر علما فكل معرفة علما... لكن مجالاته متعددة، ويقيد فيقال علم كذا أما إذا أطلق العلم عند المسلمين وفي الكتاب والسنة خاصة فيراد به ماذكره ابن القيم.
وأيضا ساد عند الناس قصر العلم على قسم واحد منه وهو العلم بالحلال والحرام، وهذا خطأ شائع، فيقصرون كل فضل وارد في العلم على علم الفروع أي الفقه، أو المسائل الخلافية من علم الاعتقاد، أما الأصول المتفق عليها فيصرف اللفظ عنها، وقد تجد من يجادل في هذه الحقيقة.
لكن الصحيح أن العالم حقا هو من يخشى الله تعالى وإن كان لا يعرف كتابة اسمه، كما قيل :
ورأس العلم تقوى الله حقا *** وليس بأن يقال لقد رئستا
وقال ابن مسعود :"كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا (٢٨)
كيفية تحقيق هذا المقصد :
أن تقرأ القرآن كقراءة الطالب لكتابه ليلة الامتحان ؟ قراءة مركزة واعية، قراءة من يستعد ليختبر فيه اختبارا دقيقا.


الصفحة التالية
Icon