إننا في هذه الحياة مختبرون في القرآن، فمنا الجاد النشيط الذي يذاكر هذا الكتاب باستمرار وأجوبته حاضرة وراسخة، ومنا المهمل المقصر اللاعب الذي إذا سئل عن شئ في القرآن قال : هاه هاه !! لاأدري.
أن تقرأ القرآن قراءة الإداري للائحة النظام التي تنظم عمله وتحدد الإجابة عن كل معاملة ويحتاج إلى الرجوع إليه يوميا، إنه من المقرر : أن الإداري الناجح هو من يحفظ اللائحة ويفهمها فهما دقيقا شاملا وبه يتفوق المتفوقون في الإدارة والقيادة.
إن القرآن هو الذي يجب الرجوع إليه في كل موقف من مواقف حياتنا، وعليه فمن أراد أن يكون شخصا ناجحا في الحياة فعليه بحفظه وفهم نصوصه ليمكنه الحصول على الإجابات الفورية والسريعة والصحيحة في كل حالة تمر به في حياته.
وقد ورد في القرآن الكريم عدد من الصور والنماذج لهؤلاء الناجحين :
من ذلك جواب النبي ' لأبي بكر إذ هما في الغار :﴿ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ﴾، وجواب موسى لقومه :﴿ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [(٦٢) سورة الشعراء]، وجواب يوسف عليه السلام لمن دعته للفحشاء :﴿ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ [(٢٣) سورة يوسف] إنها ردود سريعة وحاضرة وقوية في أصعب المواقف التي تمر بالإنسان وتطيش فيها عقول الرجال. إنه الثبات والرسوخ ممن حفظوا كتاب ريهم وفقهوا ما فيه.
القرآن يحيى القلوب كما يحيى الماء الأرض:…