إنها كلمة أوجهها إلى المصلحين والمربين والقائمين على مكاتب الدعوة وحلقات تحفيظ القرآن بأن يركزوا جهودهم على هذا الأمر بألوان وأساليب متنوعة فيه تقريب وتدريب وتعليم فردي يوصل المتلقي إلى هدف إتقان هذه المفاتح العشرة حسب الاستطاعة ففي هذا اقتداء بالنبي ' وتوفير للأوقات والجهود والأموال التي تصرف على الدعوة والإصلاح وفي هذا علاج قوي وسريع المفعول وطويل الأمد.
إن أي وسيلة دعوية يجب أن تربط مباشرة بالقرآن فإن كانت تحقق فهم القرآن والتأثر به حسن فعلها وإلا فتركها أولى وأحرى.
إن انشغال الناس بكتب الناس وطلبهم العافية والشفاء النفسي والقوة المعنوية منها يشبه أسلوبهم في التغذية البدنية الجسدية حيث اقتصروا على أطعمة ترضي الذوق والمزاج بينما هي تهدم الجسد وتهلكه.
ومن تطبيقات مقصد العلم :
أن تضع في ذهنك معاني وأسئلة محددة تريد البحث عن جوابها في القرآن مثلك في هذا مثل : من يسير في طريق وهو خالي الذهن أو من يسير وهو يبحث عن هدف معين. إنه من المشاهد - مثلا - أننا نمر بالشارع مرار وتكرارا فلا ننتبه لوجود محل معين فيه إلى أن نحتاج إليه فنبدا بالتركيز والبحث فنكتشفه وقبل ذلك لو سئلنا هل يوجد في الشارع الفلاني مكتبة، فنقول لا ونؤكد أنه لا يوجد بينما هي موجودة لكن لم ننتبه مع أننا مررنا بجوارها مئات المرات.
إن كل موقف أو حدث أو حالة تمر بك تسأل نفسك أين ذكرت في القرآن، هل وردت في كتاب الله عزوجل ؟
وكم قرأنا وسمعنا عمن يندهش لغياب معنى آية من القرآن عن قلبه فتجده يقول : أهذه آية في القرآن ؟؟ كأني أسمعها لأول مرة(٣٠).
نعم إن قراءة معاني الآيات أمر يختلف تماما عن قراءة الألفاظ. ونسيان المعاني وغيابها أمر يحصل مع أن اللفظ موجود واللسان ينطق به ويكرره.
القرآن والبرمجة اللغوية العصبية :