فمن المعلوم المقرر أن سلوك الإنسان وتصرفاته لا تصدر بعفوية أو عشوائية وإنما تقوم على فكر ومعتقد وتراكمات علمية بنيت على مر الأيام، وعلى خبرات تم تخزينها مع تكرار المواقف والتصرفات منذ الطفولة إلى أن صار رجلا، فمتى أردت الطريق المختصر لتغيير شخص فعليك بتغيير معتقداته وأفكاره، دون أن تتعب نفسك بملاحقة مفردات سلوكياته وتصرفاته، وهذا ما يحققه القرآن الكريم لمن أخذ بمفاتحه.
المطلب الثاني : قراءة القرآن بقصد العمل به
قال علي بن أبي طالب _ :" يا حملة القرآن أو ياحملة العلم : اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى "اهـ (٣٤)


الصفحة التالية
Icon