التوسع فعليه بكتب السنة يقطف منها ما لذ وطاب من الكلام المستطاب ؛ فما ذكرته هنا غيض من فيض وقليل من كثير والله الهادي إلى سواء السبيل.
المطلب الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به :
قال الله تعالى :﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [(٥٧) سورة يونس] وقال تعالى ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾ [(٨٢) سورة الإسراء]، وقال الله تعالى :﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [(٤٤) سورة فصلت]
فالقرآن شفاء للقلوب من أمراض الشبهات والشهوات، وشفاء للأبدان من الأسقام. فمتى استحضر العبد هذا المقصد فإنه يحصل له الشفاءان بإذن الله تعالى. عن علي _ قال : قال رسول الله ' :"خير الدواء القرآن"(٧٣) وعن عائشة _ا أن رسول الله ' دخل عليها وامرأة تعالجها أو ترقيها فقال : عالجيها بكتاب الله " (٧٤).
وليس هذا موضع بسط هذه المسألة وإنما المقصود التذكير بأن يستحضر قارئ القرآن هذا الأمر العظيم حين قراءته ليحصل على أعلى درجات التأثير والنفع، ومن اراد الاستزادة فعليه بمراجعة كتاب الطب النبوي لابن القيم فقد فصل وأجاد الحديث عن هذه المسألة وفيه كلام نفيس يحسن الرجوع إليه.
المطلب السادس : المقاصد المذمومة
بعد أن ذكرنا المقاصد الصحيحة لقراءة القرآن يحسن أن ننبه على بعض المقاصد السيئة والتي يسلكها البعض ويقصدها من اشتغاله بالقرآن ومن ذلك ما ورد في النصوص التالية:


الصفحة التالية
Icon