قال عقبة بن عامر الجهني _ :"ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "(١٠٤)، وعن المغيرة بن شعبة قال : استأذن رجل على رسول الله وهو بين مكة والمدينة فقال : قد فاتني الليلة حزبي من القرآن وإني لا أوثر عليه شيئا"(١٠٥)، عن خيثمة قال انتهيت إليه - يعني : عبد الله بن عمرو- وهو يقرأ في المصحف فقال هذا حزبي الذي أريد أن أقوم به الليلة"(١٠٦)، عن أفلح عن القاسم قال كنا نأتي عائشة قبل(١٠٧) صلاة الفجر فأتيناها ذات يوم فإذا هي تصلي فقالت نمت عن حزبي في هذه الليلة فلم أكن لأدعه"(١٠٨)، وعن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن رجلاً استأذن على عمر _ بالهاجرة فحجبه طويلا ثم أذن له فقال إني كنت نمت عن حزبي فكنت أقضيه"(١٠٩)، وعن ابن الهاد قال سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي : في كم تقرأ القرآن ؟ فقلت : ما أحزبه، فقال لي نافع : لا تقل ما أحزبه فإن رسول الله ' قال : قرأت جزءاً من القرآن "(١١٠)
فهذه النصوص وغيرها مما نقل عن السلف في هذه القضية المهمة تؤكد على ضرورة تحزيب القرآن والمحافظة على ما يتم تحزيبه وأن يكون له الأولوية الأولى في كل وقت، ، ،
ينبغي أن يوجد الحرص التام عليه وأن يقدم على كل عمل، وألا يهدأ لك بال حتى تقوم به حتى تؤديه في وقته أو تقضيه إن فات أداؤه في وقته. إن العمل الذي لا تقضيه إذا فات يعني تساوي الفعل والترك عندك وهذا دليل على عدم أهميته لديك.


الصفحة التالية
Icon