عما عساه يغير من الواقع شيئا ويحصل به الانطلاق والتخلص من نقاط الضعف ولكن دون جدوى، وأحمد الله تعالى أنها كانت دون جدوى وأني نجوت من الفتنة بهذه المصادر البشرية للنجاح فكيف سيكون حالي لو كنت حصلت على النجاح من تلك الكتب ونسيت كتاب ربي إلى أن فارقت الحياة ؟
إن السؤال المحير والذي يدعو للعجب والاستغراب : هل كان مثل هذا التخبط حصل من شخص يعيش في مجاهل أفريقيا أو أدغال آسيا ولم يبلغه القرآن ؟ أو أنه حصل من شخص يحفظ القرآن وهو في المرحلة المتوسطة ومع هذا لم ينتفع به لأنه نسي هذه المفاتح.
هذا هو السؤال المحير الذي كنت أبحث عن إجابته ؟ فوجدتها والحمد لله وضمنتها هذا الكتاب فإياك أخي المسلم أن ترحل من هذه الدنيا ولم تذق ألذ وأطيب ما فيها إنه القرآن كلام الله الذي لا يشبه التنعم به أي نعيم على الإطلاق وهو حاصل بإذن الله تعالى لمن أخذ بهذه المفاتح التي هدي إليها سلفنا الصالح ففتحت لهم كنوز القرآن وبها فتحت لهم كنوز الأرض وخيراتها فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
أفضل هدية يقدمها والد إلى ولده
إن أعظم هدية يقدمها والد إلى ولده، وأعظم إحسان يسديه إليه أن يربيه على مفاتح تدبر القرآن - التي ذكرتها عن السلف - منذ الصغر حتى يتسلح بالقرآن في هذه العصر الذي كثرت فيه الفتن، وانتشر فيه القلق والملل، وزادت الأمراض النفسية، وضعفت النفوس عن تحمل المصائب، وصار الناس يبحثون عن التسلية والترويح عن النفس بوسائل شتى حتى أرهقتهم بدنيا وماليا ووصلوا معها إلى طريق مسدود وصدق عليهم قول الشاعر:
وكأس شربت على لذة *** وأخرى تداويت منها بها