القرآن هو القرآن وقد وصل والحمد الله إلينا محفوظا تاما مصونا من الزيادة والنقص.
أين الخلل ؟ وأين المشكلة ؟
في كل تأثير عندنا ثلاثة أركان : المؤثر، والمتأثر، والموصل.
فالموثر - وهو القرآن - أثره ثابت لا نشك فيه.
بقي الاحتمال في الأمرين الأخيرين : الموصل، والمتأثر.
المتأثر : هو قلب المتلقي القارئ. والموصل : هو القراءة والتدبر.
والبحث يحاول استكشاف الخلل في الجهتين. ويقترح الحلول المبنية على تجارب الناجحين في تحصيل الأثر والتأثير.
أيضا : حالة الفتح والفهم في وقت وإغلاقه في وقت آخر - وقد سمعت الشكوى من هذه الحال عند عدد من الأشخاص - تقرأ الآية في وقت فتتأثر بها وتنفتح لك فيها معان، ثم تعود إليها بعد فترة فتقف أمامها لا تذكر شيئا من تلك المعاني ولا تحس بذلك الاثر الذي حصل سابقا !! فما السر، وما هي الأسباب ؟؟
هذا ما تحاول هذه الدراسة أن تجيب عنه وتشخصه وتصف له العلاج المناسب بإذن الله تعالى.
خلاصة البحث
يتكون البحث من تمهيد وثلاثة مباحث :
التمهيد : في معنى التدبر وعلاماته، وبيان خطأ في مفهومه.
وأما المبحث الأول : فخلاصته أن آلة فهم القرآن هو القلب، وأن القلب بيد الله تعالى يقلبه كيف شاء، يفتحه متى شاء ويقفله متى شاء. وفتح القلب للقرآن يكون بأمرين : الأول : دوام التضرع إلى الله تعالى وسؤاله ذلك، والثاني : القراءة المكثفة عن عظمة القرآن وأهميته وحال السلف معه.
وأما المبحث الثاني : فمضمونه أنه ينبغي أن نعرف قيمة القرآن وعظمته وأن نستحضر الأهداف والمقاصد التي من أجلها نقرؤه فدائما اسال نفسك لماذا أريد قراءة القرآن ؟ ولتكن الإجابة واضحة مفصلة وإن كانت مكتوبة فذاك أولى، والمقاصد الأساسية لقراءة القرآن خمسة : العلم، العمل، المناجاة، الثواب، الشفاء.


الصفحة التالية
Icon