واعترض على هذا الرأى بأن الرخصة فى التيسير على الأمة بناء على هذا الرأى غير واضحة ولا ظاهرة، فأين الرخصة فى قراءة الفعل المبنى للمعلوم مبنيا للمجهول أو العكس، وأين هى أيضا فى إبدال حركة بأخرى، أو حرف بآخر، أو فى تقديم وتأخير، فإن القراءة على وجه من هذه الوجوه المذكورة لا يوجب مشقة فى شئ، يحتاج معها إلى أن يسأل النبى ﷺ ربه المعافاة لعلة أن الأمة لاتطيق القراءة على وجه واحد ولا اثنين ولا ثلاثة من هذه الوجوه المذكورة، كما جاء ذلك فى الأحاديث النبوية التى تحدثت عن قضية نزول القرآن على سبعة أحرف٠
٥- وذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب والقرطبى ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات فى كلمة واحدة تختلف فيها الألفاظ مع اتفاق المعانى وتقاربها مثل ( هلم، أقبل، تعال، إلى، قصدى، نحوى، قربى ) فإن هذه سبعة ألفاظ مختلفة يعبر بها عن معنى واحد وهو طلب الإقبال، والمقصود أن منتهى ما يصل إليه عدد الألفاظ المعبرة عن معنى واحد هو سبعة وليس المقصود أن كل معنى فى القرآن عبر عنه بسبعة ألفاظ من سبع لغات ٠
وأصحاب هذا الرأى أيدوا كلامهم بأن التيسير المنصوص عليه فى الأحاديث متوفر فىهذا الرأى ثم هم يرون أن الباقى من هذه اللغات الست أو تلحروف الستة هو حرف قريش دون غيرهم٠