كَانُوا يَعْلَمُونَ).
من الفتن التي ذُكرت في هذه السورة وذُكر فيها المخرج من الفتنة؛ الفتنة بالأمن؛ أمن الحرم أمن ما حوله يحصل الأمن سنوات وسنوات وسنوات، فيغتر الناس بأننا لن يصيبنا ما أصاب غيرنا، الزلازل تصيب الآخرين أما أهل الحرم فلا تصيبهم، الموبقات، ضيق المعيشة يصيب الآخرين، النكد يصيب الآخرين أما أهل الحرم فيقولون نحن أبناء الله وأحبَاؤه أو يقولون نحن الخاصة، أو يقولون أو يقولون، قال جل وعلا في بيان هذه الفتنة في آخر السورة ؟أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ؟[العنكبوت: ٦٧] نفس النظر إلى هذا النوع من الإنعام من الله جل وعلا وألاّ يكون هذا الإنعام سببا للافتتان بهذه النعمة وهذا الرخاء الذي جعل اله جل وعلا أهل مكة فيه زمن النبوة وما شاء الله من الأزمان بعده قالوا ؟أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ؟ ما الغرض من هذا؟ ؟أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ؟[العنكبوت: ٦٧]، أفبالباطل يؤمنون بعد هذا الإنعام؟ يؤمنون بالباطل، بالشرك والكفر، وإنكار رسالة محمد ﷺ وإطاعة الشياطين، أو بما هو دون ذلك من المعاصي والموبقات والآثام، وبنعمة الله هم يكفرون، من الذي أنعم؟ الله جل وعلا ؟وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ؟[النحل: ٥٣]. إذن من الافتتان الذي قد يصيب الله به بعض العباد كما ذكر في هذه السورة أن يظن العبد أن البلاء إنما هو للآخرين، أما هو لن يبتلى، فنقص الرزق يكون لفلان من الناس أما هو لا، المرض يكون لفلان أما هو لا، الإصابة بالأمراض الشديدة -أجارنا الله وإياكم منها- إنما يصاب به الآخرون أما هو صاحب صحة وعافية، السكتة، الغضب، إلى آخره، يصاب به الآخرون أما هو لا يتذكر، قال جل