وبين الكاتب حسبما زعم أن ابن كثير عجز عن الربط بين هذه السورة الكريمة وبين المسيح الدجال، وبناءً عليه يرى أن المسيح الدجال هو الأمم الغربية المعاصرة، يقول بعد أن تحدث عن التوراة والإنجيل في وصفها لعيسى عليه السلام بالمسيح من السياحة في الأرض يقول:" وعليه فقد انتهج محمد رسول الله ﷺ نفس نهج الأناجيل والقرآن (١). فأطلق هذا الوصف (المسيح) إضافة إلى وصفة (الدجال) على أقوام أوروبا وأمريكا الذين سينطلقون آخر الزمان بحثاً عن الذهب والفضة واستعمار شعوب الأرض لهذه الغاية"(٢). ثم يتابع قائلا ً: " ولا يغرنا أن الحديث الشريف استعمل صيغة الاسم المفرد للدجال بل هو شعب وأمة وليس فرداً من الأفراد. هذا الأمر نبهت إليه القرائن من أحاديث الدجال. فلو أن المسيح الدجال كان شخصاً بعينه، ويتصف بمثل الأوصاف المذكورة في الأحاديث على وجه الحقيقة، وليس على وجه المجاز، لاستحال على المرء أن يؤمن به. على حين ورد في الحديث (وإن منكم إلاّ ليتبعنّه)(٣) وحمار الدجال الموصوف في الأحاديث أن طوله سبعون ذراعا ويخرج من إسته نار وصوته يدوي في الخافقين. يستحيل أن يتولد مثل هذا الحمار على وجه الحقيقة. وأي شارع سيتسع له؟ وكم سيكون حجم المسيح الدجال ليحتاج إلى مثل هذا الحمار بهذا الحجم وهذه المواصفات؟
(٢) ص: ٥
(٣) هذه اللفظة ليست موجودة في أحاديث الدجال، علماً أن الأحاديث الخاصة بالدجال تصرح بان هناك أمماً كثيرة ستكذب هذا الدجال، فكيف يتوافق هذا مع اللفظ المذكور ؟ انظر في هذا : الأحاديث التي ذكرها الإمام مسلم في الباب الخاص بالدجال ففيها ما ينفي ما ذكره الكاتب صراحة. شرح النووي على مسلم ١٨/٥٨-٨٤.