والعلمي وانتهجت نهج النظام الرأسمالي المستغل وأخذت تفكر تفكيراً مادياً محضا لا تعلم من مقصد لوجودها إلا اللهو واللعب وقضاء الشهوات دون وازع من شرع ولا ضمير.(١) وقبل بيان ما في هذا الكلام الغريب والذي أحسّ معه صاحبه بالغرابة عندما وصل إلى قوله تعالى (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان أبوهما صالحاً) (٨٢: الكهف) ففسر الغلام كما نقله عن تعطير الأنام بقوله :"هو في المنام بشارة لقوله تعالى: يا بشرى هذا غلام" وقد جنح قلم المؤلف هنا إلى تفسير هذه الآية بما يلي:" وكان أبوهما صالحاً: أي كان إبراهيم أبو موسى وعيسى الروحي صالحاً، وهل يعني ذلك المصير المشؤوم- تحدث عنه سابقاً- إلا أن يكون موسى وفتاه هما المقصودان من قوله تعالى (لغلامين يتيمين) ذلك أنه بهلاك اليهود والنصارى بالعذاب الواقع بهما في المستقبل يعود موسى وعيسى يتيمين لأب روحي صالح هو إبراهيم عليه السلام". انتهى كلامه.(٢)
... ثم يشتط به القلم مرة أخرى ليفسر الجدار بأنه محمد عليه السلام والكنز الذي تحته هو القرآن.(٣)
وعلى أية حال لا بد لنا من بعض الوقفات المهمات في رد هذه القوال الفاسدة
(٢) ص: ١٢٩.
(٣) ص: ١٢٩