... فمن ذلك ما ذكره عند خبطه في التفسير لقوله تعالى (ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله) (٢٣-٢٤: الكهف) يذكر الكاتب ما أورده ابن كثير من حديث سليمان عليه السلام حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: "قال سليمان بن داود عليهما السلام : لأطوفن الليلة على سبعين امرأة – وفي رواية تسعين امرأة – تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله. فقيل له – وفي رواية قال له الملك - : قل إن شاء الله. فلم يقل، فطاف بهن، فلم يلد منهن إلا امرأة واحدة نصف – فقال رسول الله ﷺ : والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله يحنث وكان دركا لحاجته. وفي رواية : ولقاتلوا في سبيل الله فرسانا أجمعون " (١) قال الكاتب بعد أن أورد هذا الحديث ما نصه:" فهل يستسيغ عقل القارئ قبول هذه الروايات والأقوال إلا أن يكون خرافياً؟ " (٢)
وهذا الحديث مما أجمع علماء أهل السنة على عده من أعلى درجات الحديث صحة لأنه مما اتفق عليه الشيخان، وما كان أمره على هذا النحو فهذه منزلته عند العلماء (٣) وبهذا يكون الكاتب قد حكم على جمهرة الأمة الإسلامية بأنها ذات عقول خرافية. فهل هذا هو التجديد المطلوب في التفسير وفهم القرآن والحديث؟

(١) متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في باب من طلب الولد للجهاد ٣/١٠٣٨، حديث رقم ٢٦٦٤، أخرجه مسلم وفيه (على سبعين امرأة ) في باب الاستثناء ٣/١٢٧٥، حديث رقم ١٦٥٤.
(٢) انظر ص : ٦١
(٣) انظر في هذا : توضيح الأفكار ١/٨٦.


الصفحة التالية
Icon