هذا وقد ذكر الألوسيفي التفسير قضايا كثيرة تخص هذا الجانب لا بأس من ذكرها حتى تزول مثل هذه الشبهة الخاصة بعدم ذكر هذه القصة في كتب أهل الكتاب قال رحمه الله :"... وإنما أنكر أهل الكتاب هذه القصة التي كانت بين موسى والخضر عليهما السلام لإنكارهم تعلم النبي من غيره. وأجيب بالتزام أن التعلم من نبي، ولا غضاضة في تعلم نبي من نبي. وتعقب بأنه ولو التزموا ذلك وسلموا نبوة الخضر لا يسلمون انه موسى بن عمران لأنهم لا تسمح أنفسهم بالقول بتعلم نبيهم الأفضل ممن ليس مثله في الفضل فإن الخضر عليه السلام على القول بنبوته بل القول برسالته لم يبلغ درجة موسى عليه السلام. وقال بعض المحققين : ليس إنكارهم لمجرد ذلك، بل لذلك ولقولهم إن موسى عليه السلام بعد الخروج من مصر حصل هو وقومه في التيه وتوفي فيه ولم يخرج قومه منه الا بعد وفاته. والقصة تقتضي خروجه عليه السلام من التيه لأنها لم تكن وهو في مصر بالإجماع، وتقتضي أيضا الغيبة أياما ولو وقعت لعلمها كثير من بني إسرائيل الذين كانوا معه ولو علمت لنقلت لتضمنها أمرا غريبا تتوفر الدواعي على نقله، فحيث لم يكن لم تكن. أجيب بان عدم سماح نفوسهم بالقول بتعلم نبيهم عليه السلام ممن ليس مثله في الفضل أمر لا يساعده العقل وليس هو الا كالحمية الجاهلية، إذ لا يبعد عقلا تعلم الأفضل الأعلم شيئا ليس عنده ممن هو دونه في الفضل والعلم. ومن الأمثال المشهورة قد يوجد في الأسقاط ما لا يوجد في الأسفاط وقالوا قد يوجد في الفضول ما لا يوجد في الفاضل. وقال بعضهم لا مانع من أن يكون قد أخفى سبحانه وتعالى علم المسائل التي تضمنتها القصة عن موسى عليه السلام على مزيد علمه وفضله لحكمة، ولا يقدح ذلك في كونه افضل وأعلم من الخضر عليه السلام، وليس بشيء كما لا يخفى، وبأنه سيأتي إن شاء الله تعالى قريبا القول بان القصة كانت بعد أن ظهر موسى عليه السلام على مصر مع بني إسرائيل واستقر بعد


الصفحة التالية
Icon