وهذا التفسير الذي ذكره لم يسبقه إليه سابق فيما أعلم، وهو جواب خاطئ على أي حال، والذي عليه جمهور المفسرين والنحاة في تفسير هذا الموضع هو ما لخّصه الألوسي في التفسير إذ قال :" و(كلتا) اسم مفرد اللفظ مثنى المعنى عند البصريين وهو المذهب المشهور، ومثنى لفظا ومعنى عند البغداديين، .. وعلى المشهور يجوز في ضميره مراعاة لفظه ومراعاة معناه، وقد روعي الأول هنا " (١)
وأما ما أشار إليه الكاتب من جدل في تفسير البيضاوي عند هذا المحل فكلام غير صحيح والذي في التفسير انه قال :" وإفراد الضمير لإفراد كلتا " (٢) فأين هو الجدل الذي ذكره؟.
ثالثا ً: قال عند حديثه عن قوله تعالى (كذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم..) (١٩: الكهف):" وأنا ألزم نفسي عند شرح هذه الآيات التي تتكلم عن تاريخ المسيحيين بمعطيات تاريخ المسيحيين أنفسهم، خاصة منه ما أعقب العصور المسيحية الوسطى المظلمة وإن كل من يتصدى لتفسير هذه الآيات من غير منطلقي هذا لا بد أن يزيغ نظره عن الحقيقة التي أشارت إليها هذه الآيات القرآنية؛ لمخالفته لأصول تفسير القرآن، وهو الأمر الذي وقع فيه المفسرون الأقدمون". (٣)
... إذن وبناءً على هذا الكلام يكون المفسرون الأقدمون كلهم قد خالفوا هذه المنطلقات التي وضعها الكاتب، والتزم بها وحده. ثم أين هي معطيات تاريخ المسيحيين التي استخدمها الكاتب في تفسيره فإني لم أر منها شيئا!!
ثم كيف يجوز في منطق العلم والبحث أن يضع الإنسان لنفسه قواعد ويحاكم به جهود المتقدمين من العلماء وهي في الأصل لا يعلم بها أحد إلا صاحبها. إن هذا لمن العجب!
(٢) تفسير البيضاوي ٣/٢٢٤ بحاشية الكازروني
(٣) ص: ٤٦