ولننظر إلى ملخص ما قاله في تفسير هذه الآية:" وكذلك أي أوردها الله لينبه ذهن القارئ انه لا يزال يتكلم عن المسيحيين الذين انحرفوا عقائديا زمن العصور الوسطى... بعثناهم يعني بدأنا دورهم المستقبلي.. ليتساءلوا معناها إشعارا منه جل شانه للقارئ أن الله قرر أن يبدأ دور المسيحيين المستقبلي وليس أنهم كانوا أمواتا فأحييناهم فالألفاظ بدلالتها المجازية وإضافة بينهم إلى هذه الكلمة من أجل أن يصبح المعنى أن مشيئة الله عز وجل تجلت في أن ضرورة أن ينهض المسيحيون من تخلفهم، فيتدارسوا أحوال أمتهم وأسباب تخلفها وليصححوا مسارها (١)
وواضح من هذا الكلام أن الرغبة جامحة لدى الكاتب لمخالفة العلماء وإلا فما هو الصارف الذي يصرف هذه الألفاظ من الدلالة الحقيقية إلى المجاز. ولا أظن أحدا يمتري في تفسير هذه الآية وأنها من توابع قصة أصحاب الكهف ولم أجد أحدا حوّل ألفاظها من الحقيقة إلى المجاز إلا الكاتب، وجميع المفسرين على أن معناها انهم كانوا نياما فأيقظهم الله وأحياهم فلما أحياهم ظهر منهم هذا التساؤل (٢).
رابعاً: قال في بعض مواضع من كتابه:" فقد ذهب ذهن مفسريهم إلى أن فتية الكهف كانوا إحدى الأعاجيب، ولم يقفوا عند هذا الحد من الزيغ عن حقائق القصة بل سيغوصون في مستنقع جدال لا طائل تحته" (٣). هكذا هو التفسير عنده مستنقع من الجدال. فتأمل هذه الألفاظ المشينة التي يعبر بها الكاتب عن آراء المفسرين!
(٢) روح المعاني ١٥/٢٢٩ وتفسير البيضاوي ٣/٢١٩
(٣). ص: ٥٨