خامساً: عند الحديث عن قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه) (٦٠: الكهف) ذكر مجموعة من الأسئلة ثم قال:" إن هذه الأسئلة لا بد لنا من الإجابة عنها إجابة مقنعة، حتى لا نقع فيما وقع فيه المفسرون الأقدمون الذين فهموا قصة أهل الكهف فهما أسطورياً، وفهموا قصة موسى هذه فهما أسطورياً أيضاً، دون تحقيق ولا محاكمة وبدون دلالات الآيات لغويا"ً (١). والذي أحسبه بعد قراءتي لهذا الكتاب أن أحسن رد عليه هو ما جاء في قولهم رمتني بدائها وانسلت.
... هذا بعض ما في هذا الكتاب من سلاطة وقسوة على علماء الإسلام، والمرء حين يسمع هذه القسوة يحسب أن صاحبها قد ملأ الأرض علماً، ولكن المؤسف أن الكاتب قد هجم على سورة الكهف هجوماً في غفلة عن أعين رقابة أهل العلم، وبلا زاد فلنستمع إليه في بداية كتابه وهو يقول:" أنا لا أليق أصلاً لتفسير القرآن" (٢).
... والسؤال الذي ينبغي طرحه هنا: إذا كان هو لا يليق أن يفسر القرآن فلماذا أخذ في التفسير إذن؟ ثم تأمل بعد ما قاله أيضاً في بداية كتابه حينما تحدث عن سبب إضافة (وبمنظور جديد معاصر) إلى عنوان الكتاب يقول:" لأوحي إلى القارئ الكريم بما احتواه هذا الكتاب من معلومات معاصرة لم يسبق لمفسر أن ذهب ذهنه إليها لضآلة معطيات تلك الأزمان"(٣). لنتأمل جميعاً هذا القول مع سابقه ليظهر لنا أي رجل هذا؟
(٢) ص: ٣
(٣) ص: ٢