... وأنا أكتفي هنا برد المؤلف نفسه على نفسه حين هاجم الدكتور شحرور في كتابه (الكتاب والقرآن) ونعى عليه تهجمه على من سبقه لنستمع إليه وهو يقول:" وحين فات صاحبنا الحجة والبرهان لجأ كعادته إلى تسفيه آراء جميع المفسرين كما جاء في الصفحة ١٩٤، إذ قال (إن النتيجة المباشرة لما قلنا، هي أن كل التفاسير الموجودة بين أيدينا، ليس أكثر من تفاسير تاريخية مرحلية للقرآن. أي لها قيمة تاريخية لأنها نتاج أشخاص عاشوا من قرون)(١). فهو قد استهان بمكانة مفسري الأمة الإسلامية. متناسياً أن كل نتاج فكري قد بني على حقائق عقلية ثابتة، فهو مقبول في كل زمان ومكان. وأن كل نتاج فكري قد أتي، ولم يبن على أسس معقولة ودعائم محكمة، من العلم والمنطق، فهو مرفوض في كل زمان ومكان... ولا يدعم الفكر أن يكون صاحبه قد ولد في القرن العشرين كما لا يعيب النتاج العلمي أن يكون قد وجد في عصور سابقة، إذ لا يصح أن يسخّف كل باحث الإنتاج الفكري لما قبله من الباحثين لمجرد أن زمانهم قد مضى وولّى. فلو صح لآل نتاج الفكر في العالم إلى مصير لا تحسد عليه.
... وزبدة الكلام هو أن الله تعالى لم يجز لأحد من خلقه، تأويل كتابه. بطريق الظن والتنجيم، وعلى صورة يتنافى مع الأصول والقواعد التي تضمنها كتاب الله تعالى نفسه وهي ما نسميه بأصول التفسير"(٢). هذا هو الرد المناسب على ما كتبه الكاتب، وقديما قيل من فمك أدينك. على أنني أسأل هذا الكاتب أين هي أصول التفسير المرعية في هذا الكتاب وإذا كان العلماء قد وضعوا للتفسير بالرأي أصولا لا بد من مراعاتها في التفسير وخلاصتها على ما في البرهان :
النقل عن رسول الله ﷺ مع التحرز عن الضعيف والموضوع.
الأخذ بقول الصحابي.
(٢) حقيقة القراءة المعاصرة ٢/١٩٣