هذا القول الذي قاله الكاتب هنا لم يقله أحد من أهل الإسلام فيما أعلم وإنما هو من افتراءات المستشرقين الذين حاولوا جاهدين أن يردوا معطيات السيرة النبوية إلى أصول نصرانية أو يهودية، أو إثبات أن هناك تأثيرا ما من التوراة أو الإنجيل على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وفي هذا الجانب يقول الدكتور عماد الدين خليل ما نصه:" إن هذا التصور المسبق يكاد يأخذ برقاب المستشرقين، ويضع بصماته العميقة على مناهجهم في التعامل مع وقائع السيرة وظاهرة النبوة... ويحاول الدكتور جواد علي أن يبين الأسباب قائلا: إن معظم المستشرقين النصارى هم من طبقة رجال الدين، أو من المتخرجين من كليات اللاهوت، وهم عندما يتطرقون إلى الموضوعات الحساسة من الإسلام يحاولون جهد إمكانهم ردها إلى أصل نصراني. وطائفة المستشرقين من يهود، وخاصة بعد تأسيس (إسرائيل) وتحكم الصهيونية في غالبيتهم، يجهدون أنفسهم لرد كل ما هو إسلامي وعربي لأصل يهودي، وكلتا الطائفتين في هذا الباب تبع لسلطان العواطف والأهواء ".(١)
"وهذا الافتراء الذي تبع فيه الكاتب المستشرقين يكذبه التاريخ فلم يثبت أنه كان لأي من الديانتين مركز في مكة حيث نشأ عيه السلام وأعلن دعوته.. هذا في مكة وأما الدعوى القائمة بأنه استفاد من حاشيته اليهودية والمسيحية الذين أسلموا وكانوا في صحبته فما هو إلا محض افتراء لأن إسلامهم حجة قائمة على صدق ما جاء به من الوحي الإلهي ولو تبين لهم أنه كان يتتلمذ لهم في خفاء ليتلقى عنهم ما كان يدعو إليه لانفضوا من حوله ولعادوا إلى دينهم ولم تكن لهم تلك المنزلة الرفيعة في الدعوة إلى الإسلام "(٢)
(٢) الأدلة على صدق النبوة المحمدية ص: ٤٢٤ وما بعدها. بتصرف.