ومما ينبغي إضافته هنا أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ أو يكتب بشهادة القرآن الكريم نفسه تلك الشهادة التي صدقها التاريخ ولم يظهر لها أي مخالفة عبر العصور المتلاحقة فمن أين ورد للكاتب أن النبي عليه السلام قد تأثر بالإنجيل وعلى أي صورة كان هذا التأثر ؟
لا يحتمل الجواب على هذا التساؤل إلا أحد أمرين :
الأول : أن يكون النبي عليه السلام هو المطلع بنفسه على الإنجيل. وهذا يكذبه انه عليه السلام كان أميا لا يقرأ و لا يكتب.
الثاني : أن بعض أصحابه عليه السلام هو من كان ينقل إليه من الإنجيل. وهذا يكذبه أن النبي عليه السلام قد رأى يوما عمر بن الخطاب يحمل صحيفة من التوراة فغضب وقال له: " أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب.. والذي نفسي بيده لوكان موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني"(١) فثبت مما قلته أن هذه الدعوى من أبطل الباطل. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
المبحث السابع: إغراب الكاتب في تفسير الملائكة والجن
... الكتاب كله غرائب وعجائب وفي بحث كهذا لا يمكن ملاحقة الكاتب على كل كلمة قالها، ولكني أهتم بإبراز أشياء واضحة لا تخفى على الناس حتى يتبين مدى ما وصل إليه هذا الكاتب من الجناية على تفسير كتاب الله تعالى.
للكاتب كتاب آخر ينحو فيه هذا النحو اسماه (في ظلال دلالات سورة الإسراء).