وعند قوله تعالى: (كان من الجن) (٥٠: الكهف) قال:" إشارة منه تعالى إلى أنه حينما بعث أول نبي في هذا المنطقة وهو آدم عليه السلام بعثه في زمن كان البشر لا يزالون أشبه شيء بالحيوانات من حيث معاشهم، فقد كانوا يقطنون الكهوف عموما ويتغذون بما يصطادونه خارج كهوفهم، وكالحيوانات يحيون على شريعة الغاب، فقد كان يتزعمهم من كان أقواهم جسماً وبطشاً، وهذا ما يفعله هؤلاء- يقصد أوروبا وأمريكا- حيث يفرضون على الشعوب شريعة الغاب. وهذه الحقيقة التاريخية عبر جل شأنه عنها بلفظ (الجن)"(١). وهذا الكلام الذي ذكره من أعجب العجب إذ كيف يتصور وجود الناس على هذه الكيفية أشبه بالحيوانات ثم بعث إليهم آدم وهم أصلا نسله، هل سبق وجودهم وجود آدم عليه السلام ؟ وما هي العلاقة بين هذا الذي سماه تفسيرا وبين الجن، على اعتبار أن هذا من قبيل التفسير المجازي فما هي مسوغا ته؟
المبحث الثامن: خبطه في قصة موسى عليه السلام
... وقعت هذه القصة في سورة الكهف في القسم الأخير منها بدءاً من قوله تعالى (وإذ قال موسى لفتاه) (٦٠: الكهف).