ثم يفسر بعد ذلك قوله تعالى (إذ قال موسى لفتاه) يعني قال موسى لعيسى عليه السلام فالفتى هو المسيح عيسى ابن مريم.(١)
و يفسر (الحوت) (٦٣: الكهف) بقوله: أي بعد أن امتد زمان أمتي موسى وعيسى إلى زمن بعثة محمد خاتم النبيين، ونهر توحيده العظيم فقدت هاتان الأمتان بعد ذلك كل تقوى وكل عبادة خالصة لله..(٢)...
ثم يخبط الكاتب يميناً وشمالاً في تفسير السورة بما سنذكر له بعض الأمثلة في نهاية هذا البحث إن شاء الله
... هكذا يفسر هذه القصة على نحو مجازي لا علاقة له بالمجاز الذي يعرف في الكتب، وإنما هو مجاز خاص ينطلق منه الكاتب ليصور أن القرآن الكريم ليس له هم ولا هدف إلا الأمم المسيحية الغربية.(٣)
ولم يقتصر الكاتب على ذلك بل ويؤوّل ما وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره جميع الرواة على أنه قد وقع حقيقة وشاهده الناس بأم أعينهم يؤوّله على هذه الشاكلة فيصرفه إلى الأمم الغربية، لنستمع إليه وهو يقول في خلاصة موجزة لتفسيره لسورة اللهب... فالغرب هم مخترعو الصواريخ ذات اللهب سموا في سورة تبت بأبي لهب واستعمل لعملائهم وامرأته حمالة الحطب.. (٤)
وكيف يجوز في أي منطق مهما كان منحرفا أن يقبل مثل هذا التفسير الذي يكاد ينكر ما علمه الناس من التاريخ بالضرورة، وماذا نصنع بعبد العزى بن عبد المطلب المسمى بابي لهب وهو عم الرسول عليه السلام وامرأته أم جميل وما نقل عنهما من أحداث في السيرة النبوية ؟
باختصار هذا التفسير الذي يريده الكاتب ينحو بنا إلى الانسلاخ من التاريخ وإنكار الحقائق حتى لا يبقى لنا ميزان. ولكن الله تعالى يحفظ هذه الأمة، وهو سبحانه وحده المستعان.
المبحث التاسع: دعوة الكاتب للانهزام أمام الأعداء
(٢) ص: ١٠٧
(٣) للكاتب كتاب آخر ينحو فيه هذا النحو أسماه (في ظلال دلالات سورة الإسراء ).
(٤) ص: ٨٥