ثالثاً: لم يقتصر حديث الكاتب عن هذا المجدد في هذا الكتاب ولكنه ذكره في كتب أخرى له فها هو في كتابه في ظلال دلالات سورة الإسراء يكتب مقدمة شبيهةً جداً بما كتبه في مقدمة كتابه في ظلال دلالات سورة الكهف، وقد أضاف إلى الكتابين جملة (وبمنظور جديد معاصر) وعلل هذه الإضافة في كتابه عن سورة الإسراء قائلاً: "لأوحي إلى القارئ الكريم بوجود ما لم يوجد في التفاسير القديمة في هذا التفسير(١) علماً بأنني لا أعتمد في تفسيري على ما لدي من علم متواضع. بل أستمد عون الله وعلمه اللدني عن كل آية من آيات كتابه العزيز ومستفيضاً من علوم مجدد هذا الزمان الأخير الذي أفاض الله تعالى عن طريقه نهراً عظيماً من العلوم والنكات المعرفية."(٢) وفي كتاب آخر له بعنوان :( هل مات المسيح على الصليب) يقول في ختام مقدمته ما نصه:" ولا يستغربن قارئ ما أوردته في كتابي هذا من حقائق جديدة. ولا ينبغي له أن يتساءل في نفسه: كيف لم يفطن اليهود والنصارى والمسلمون إلى ذلك من قبل وطوال هذه الآلاف من الأعوام؟ فالجميع يقولون: إنا وجدنا آباءنا على ملة وإنا على آثارهم لمقتدون. ولولا أن أيقظنا إمام زماننا من غفلتنا لسرنا على نفس الخطوات."(٣) والآن من هو هذا الإمام المجدد الذي استقى منه السيد سليم الجابي ما يمكنه من تفسير سورة الكهف تفسيراً عجيبا، ولماذا؟
... إن الإجابة عن هذا السؤال تبدو محرجة قليلاً، ولكن الحق لا بد أن يظهر مهما حاول محاول طمسه وإليك بيان هذا الحق الذي لا بد منه في الإجابة عن هذين السؤالين.
الأول: من أين استقى هذا الكاتب هذا التفسير العجيب الغريب؟

(١) يقصد كتابه عن سورة الإسراء
(٢) في ظلال دلالات سورة الإسراء ص : ٥، وقال كلاما يشبه هذا في كتابه فن الاختزال في القران ص: ١٧٣
(٣). ص: ١٧


الصفحة التالية
Icon