هذه بعض أفكار ومعتقدات وهي كلها يناقض الإسلام جملة وتفصيلاً. ونلاحظ في هذا الكتاب الذي بين أيدينا تشابها في الأفكار من مثل إلغاء الجهاد وموت المسيح، والتلاعب في التفسير على نحو لم يسبق له مثيل. (١)
المبحث الحادي عشر: نماذج من هذا التفسير الشائن
... هذا الكتاب من أوله إلى آخره غير مبني على أي من أسس العلم، وليس من غاية له سوى الانتصار لنحلة منحرفة وطائفة ضالة ترى في تخطئة المفسرين وسيلة من وسائل ذيوع آرائها وانتشارها، وقد مضى بنا في هذا البحث بعض النماذج من هذا التفسير، ولكن لا بأس أن نسوق أمثلة أخرى لتتضح الصورة بجلاء:
"إن سورة الكهف خصصت للكلام عن هؤلاء المسيحيين الذين أطلق عليهم محمد رسول الله صفة المسيح الدجال."
"فهو جل شأنه وقد اختار الوجه الآخر في بيانه (يعني أم بمعنى بل) فليوهم القارئ لأول مرة أن المسيحيين الأوائل وكأنهم كانوا إحدى عجائب الله التي تخالف نواميس الطبيعة، لكنه بأسلوب بلاغي من خلال (حسبت –عجبا) (٩: الكهف) أن قصة هؤلاء ليست كذلك بل كانت حقيقية وفق سنن الله وقوانينه الطبيعية المسنونة، وعلى هذه الصورة يكون جل شأنه قد أتى بإعجاز آخر في بيانه، تاه في خضمه المفسرون الأولون الذين ذهب ذهنهم إلى أن القصة وردت بدلالتها الحقيقية المتبادرة لأذهانهم وأنها كانت قصة عجيبة من عجائب القدرة الإلهية ومخالفة كذلك للنواميس الطبيعية."(٢)
(٢) ص: ٩