(وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) (١٨: الكهف)" إشارة إلى أن المسيحيين رغم انحراف عقائدهم ظلوا يقلدون أصحاب الكهف والرقيم ويقتفون آثارهم في تربية الكلاب فقط، ففي كل دار من دورهم في القرون الوسطى كان يبدو كلب صاحب الدار باسطا ذراعيه، ولم يتخلوا في دورهم الجديد عن عادة تربية الكلاب هذه... والعجيب هو أن الإنسان الذي يسافر إلى بلاد المسيحيين في زمننا الحاضر يلحظ من فوره اعتناء مسيحيي الغرب بتربية الكلاب، فكل بيت من بيوتهم يربي كلباً باسطاً ذراعيه بفناء الدار..."(١)
يقول:" إن الله عز وجل فسّر قوله (ليتساءلوا بينهم) (١٩: الكهف) بقوله (يتخافتون بينهم) (١٠٣: طه)، معناها يتهامسون ويخططون للقيام بخطوات إجرامية."(٢)
"المقصود من القيامة في قوله تعالى (فإنه يحمل يوم القيامة وزراً) (١٠٠: طه) إنه اصطلاح اصطلحه القرآن الكريم لدور البعثة الثانية للإسلام... وشاء الله أن يأتي بعلامة فارقة تفرق هذه الأقوام المسيحية عن غيرها، وقال (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) (١٠٢: طه) إشارة منه تعالى إلى الأمم الغربية المعاصرة زرق العيون."(٣)
(إن لبثتم إلا عشرا) (١٠٣: طه)" دلالة على عشرة قرون بعد ظهور الإسلام إشارة إلى قرون العصور الوسطى المظلمة، وأكد تعالى هذه الحقيقة حين أضاف قوله (نحن أعلم بما يقولون، إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما) (١٠٤: طه) أي ألف سنة مما تعدون."(٤)
وهذه الآيات من سورة طه ولكنه جاء بها ليرفد تفسيره الغريب لسورة الكهف بهذه الطريقة.
"(فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً) (٢٢: الكهف) معناها إياك أيها المسلم أن تجادل في عدد هؤلاء إلا مراءً ظاهراً أي إلا أن تحفظ هذه الآيات عن ظهر قلب معتقداً أنها تحتمل التأويل والتخصيص."(٥)

(١) ص: ٢١
(٢) ص: ٤٣
(٣) ص٥٣، علماً أن سورة طه نزلت قبل سورة الكهف بزمان في تفسير ابن عاشور في مفتتح السورتين
(٤) ص: ٥٣
(٥) ص: ٦١


الصفحة التالية
Icon