الكتاب هو القرآن، والألف واللام فيه للعهد، أي الكتاب المعهود في الأذهان، وقد جاء ذكر الكتاب في القرآن كثيراً، والمراد به القرآن العظيم، من ذلك في أول سورة آل عمران ويونس ويوسف والرعد والحجر والشعراء والنمل والقصص ولقمان والسجدة والزمر وغافر والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، وجاء في سورة مريم: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ ﴾ خمس مرات، وفي غير ذلك من الآيات.
وجاء ذكر الكتاب باللفظ المفرد مراداً به الجنس أي الكتب، مثل قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: ١٧٧]، وقوله: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ﴾ الآية، وقوله: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ﴾ [الحديد: ٢٥]، فإن المراد بالكتاب في هذه الآيات الكتب، والألف واللام فيها لاستغراق الجنس، وقد جاء الجمع بين الكتاب مراداً به القرآن، والكتاب مراداً به الكتب في قول الله - عز وجل - في سورة النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [النساء: ١٣٦]، وقوله في المائدة: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: ٤٨]، فإن المراد بالكتاب الأول في الآيتين القرآن، والمراد بالكتاب الثاني فيهما الكتب التي أنزلها الله على رسله قبل القرآن.