في هذه الآية الكريمة بيان فضل الله - عز وجل - وعدله، وأنه يثيب على الحسنات بمضاعفتها إلى عشر، وإلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف كثيرة، ويجازي على السيئة بمثلها أو يعفو عنها، كما قال الله - عز وجل - :﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: ٤٠]، وهذه الآية مبينة للآيات الأخرى المجملة، مثل قوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [القصص: ٨٤]، وقوله: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ (٨٩) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: ٨٩ ـ ٩٠].
وجاء في السنّة توضيح الجزاء على الحسنات والسيئات إذا همّ بها أو عملها، فعن ابن عباس { عن رسول الله * فيما يرويه عن ربه - عز وجل - قال: (( إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن همّ بها فعملها كتبها الله - عز وجل - عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )). رواه البخاري (٦٤٩١) ومسلم (٣٣٨)، وهذا الحديث أورده النووي في الأربعين، وهو الحديث السابع والثلاثون.


الصفحة التالية
Icon