لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ } الآية [المائدة: ٤٤]، وقوله: ﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آَمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آَمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ﴾ [المائدة: ١١١]، فأخبر تعالى أنه بعث رسله بالإسلام، ولكنهم متفاوتون فيه، بحسب شرائعهم الخاصة التي ينسخ بعضها بعضاً، إلى أن نُسخت بشريعة محمد * التي لا تُنسخ أبد الآبدين، ولا تزال قائمة منصورة، وأعلامها منشورة إلى قيام الساعة، ولهذا قال ـ عليه السلام ـ: (( نحن معاشر الأنبياء أولاد علاّت ديننا واحد ))، فإن أولاد العلاّت هم الإخوة من أب واحد وأمهات شتّى، فالدين واحد وهو عبادة الله وحده لا شريك له، وإن تنوعت الشرائع التي هي بمنزلة الأمهات، كما أن إخوة الأخياف عكس هذا: بنو الأم الواحدة من آباء شتّى، والإخوة الأعيان: الأشقاء من أب واحد وأم واحدة )).
سورة الأعراف
ـ قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: ١٨٠].
أسماء الله تعالى كلها حسنى، أي بالغة نهاية الحسن وكماله كما وصفها الله بذلك في هذه الآية، وفي قوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: ٨]، وقوله: ﴿ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الحشر: ٢٤].
والعلم بأسماء الله وصفاته من الغيب الذي لا يعرف إلاّ بالوحي، فيُثبت لله - عز وجل - ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله من الأسماء والصفات على وجه يليق بكمال الله وجلاله من غير تكييف أو تشبيه، ومن غير تحريف أو تعطيل، كما قال الله - عز وجل - :﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: ١١]، ففي هذه الآية الإثبات في قوله: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾، والتنزيه في قوله: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾.