وأسماء الله غير محصورة بعدد، يدل لذلك حديث ابن مسعود > قال: قال رسول الله *: (( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي، إلاّ أذهب الله همّه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً، قال: فقيل: يا رسول الله! ألا نتعلّمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلّمها ))، رواه الإمام أحمد في المسند (٣٧١٢). قال المعلّقون على المسند: إسناده ضعيف كما قال الدارقطني في العلل، وقد نقلوا عن الحافظ ابن حجر تحسينه، وصحّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٩٨)، وقد صحّح هذا الحديث ابن القيم وشرحه شرحاً واسعاً في كتابه (شفاء العليل) في الباب السابع والعشرين منه (ص: ٣٦٩ ـ ٣٧٤).
وأما الحديث الذي رواه البخاري (٢٧٣٦) ومسلم (٦٨٠٩) عن أبي هريرة > أن رسول الله * قال: (( إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلاّ واحداً، من أحصاها دخل الجنّة ))، فلا يدل على حصر أسماء الله في هذا العدد، بل يدل على أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسماً، من شأنها أن من أحصاها دخل الجنّة، كما لو قال قائل: عندي مائة كتاب أعددتها لطلبة العلم، فإنه لا يدل على أنه ليس عنده إلاّ هذا العدد.
ولم يثبت في سرد الأسماء حديث، وقد أوردت في كتاب (قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني) تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله الحسنى مرتبة على حروف الهجاء، ومع كل اسم دليله من الكتاب أو السنّة.
والله تعالى يُدعى بأسمائه، فيقال: يا عزيز أعزني، يا رزاق ارزقني، يا لطيف الطف بي، يا رحمن يا رحيم ارحمني، وهكذا، ويُتوسل إلى الله - عز وجل - بأسمائه وصفاته.


الصفحة التالية
Icon