وقال: (( فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، فيا ويلَ من أبغضهم أو سبّهم، أو أبغض أو سبّ بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر ابن أبي قحافة >، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبّونهم ـ عياذاً بالله من ذلك ـ وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم؟ وأما أهل السنّة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه، ويسبون من سبّه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون لا يبتدون؛ ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون )).
قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ~ في (أضواء البيان): (( صرّح تعالى في هذه الآية الكريمة بأن الذين اتبعوا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان أنهم داخلون معهم في رضوان الله تعالى والوعد بالخلود في الجنات والفوز العظيم، وبيّن في مواضع أخر أن الذين اتبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير، كقوله تعالى: ﴿ وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾ الآية، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا ﴾ [الحشر: ١٠]، وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: ٧٥]، ولا يخفى أنه تعالى صرّح في هذه الآية الكريمة أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وهو دليل قرآني صريح في أن من يسبهم ويبغضهم أنه ضال مخالف لله - عز وجل -، حيث أبغض من رضي الله عنه، ولا شك أن بغض من رضي الله عنه مضادة له ـ جلّ وعلا ـ، وتمرد وطغيان )).