ـ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: ١١١].
في هذه الآية الكريمة بيان فضل الجهاد في سبيل الله بالأنفس والأموال، وأن جزاءه عظيم عند الله - عز وجل -، سواء قُتل المجاهد في سبيل الله، أو قَتل غيره من الكفار، وفي هذه الآية قُدّمت الأنفس على الأموال، ولم تقدم في موضع آخر في القرآن، وقدمت الأموال على الأنفس في آيات كثيرة جداً، وهو يدل على أهمية الجهاد بالأموال، لأن في ذلك الإنفاق على المجاهدين، وتوفير العتاد والسلاح، وغير ذلك مما يُحتاج إليه في الجهاد.
والجهاد في سبيل الله يكون بالنفس والمال واللسان، كما قال *: (( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )) رواه أبو داود (٢٥٠٤) بإسناد صحيح، ويكون بالقلب والنية، لقوله *: (( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلاّ كانوا معكم )) قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: (( وهم بالمدينة حبسهم العذر )). رواه البخاري (٤٤٢٣) ومسلم (٤٩٣٢)، وفي لفظ لمسلم (٤٩٣٣): (( إلاّ شركوكم في الأجر )).
وفي قوله تعالى: ﴿ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ﴾ دليل على أن قتل الإنسان نفسه حرام، وأنه ليس من الجهاد، بل هو من ظلم الإنسان نفسَه.