قققال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (( يخبر تعالى أنه عاوض عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوها في سبيله بالجنّة، وهذا من فضله وكرمه وإحسانه، فإنه قَبِل العوض عما يملكه بما تفضّل به على عباده المطيعين له، ولهذا قال الحسن البصري وقتادة: بايعهم ـ والله ـ فأغلى ثمنهم )).
وهذا الجزاء العظيم للمجاهدين في سبيل الله وعد به الله في التوراة والإنجيل والقرآن، وهي أعظم الكتب المنزلة وأشهرها، ومن أصول أهل السنّة والجماعة: الإيمان بالكتب، ما سمي منها في القرآن وما لم يسمّ، والذي سمي منها في القرآن: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم وموسى، وقد ورد ذكر الإنجيل في القرآن كثيراً، وورد ذكر التوراة أكثر بلفظ التوراة، وبلفظ الكتاب، وجاء ذكر الزبور في سورة النساء والإسراء في قوله تعالى فيهما: ﴿ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء: ١٦٣]، وجاء ذكر صحف إبراهيم وموسى في سورة النجم وسورة الأعلى.
ـ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: ١١٩].
في غزوة تبوك استنفر رسول الله * الناس للغزو، ولم يأذن بالتخلف عن هذه الغزوة إلاّ لمن حبسه عذر من مرض وغيره، وكان من بين الذين تخلّفوا من غير عذر ثلاثة من أصحابه الكرام }، وعند سؤالهم عن تخلفهم أجابوا بالصدق.


الصفحة التالية
Icon