وتقوى الله وصيته للأولين والآخرين، قال الله - عز وجل - :﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: ١٣١]، وبيَّن الله أن تقواه خير زاد، فقال: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِن خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: ١٩٧]، ورتَّب كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة على التقوى، فقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: ٢٨٢]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: ٢٩]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: ٢، ٣]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: ٤]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: ٥].
ـ قوله: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾.
الغيب في اللغة كل ما غاب عن الإنسان، وفي الشرع كل ما غاب عن الإنسان مما لا يُعرف إلاّ بالوحي، وذلك مثل الإخبار عن بدء الخلق وعن الرسل وأممهم والإخبار عما يجري في المستقبل مثل خروج يأجوج ومأجوج وخروج الدابة وخروج المسيح الدجال وغير ذلك، وما يجري في القبور من النعيم والعذاب، وما يحصل بعد البعث من الحشر والحساب ووزن الأعمال والصراط والجنة وما أُعدَّ فيها من النعيم والنار وما أُعدّ فيها من العذاب، ومثل ما هو موجود مما لا نشاهده كالملائكة والجن وما في السماوات.
ومن الإيمان بالغيب الإيمان بأصول الإيمان الستة المبيَّنة في حديث جبريل المشهور، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.