وفي صحيح البخاري (٤٩٢٩) عن ابن عباس ﴿ وفيه: (( فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله )).
الثاني: نزول القرآن منجّماً مفرّقاً في ثلاث وعشرين سنة، وفي ذلك تمكين الصحابة ﴾
من تلقيه عن الرسول * وحفظه شيئاً فشيئاً، كما قال الله - عز وجل - :﴿ وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: ١٠٦]. وروى ابن جرير في تفسيره (١/٧٤) بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود > أنه قال: (( كان الرجل منا إذا تعلّم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيَهن والعمل بهن ))، وقال ابن سعد في (الطبقات: ٦/١٧٢): أخبرنا حفص بن عمر الحوضي قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا عطاء بن السائب أن أبا عبد الرحمن السلمي قال: (( إنا أخذنا هذا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن، فكنّا نتعلم القرآن والعمل به...)). وهذا إسناد حسن، وحماد بن زيد ممن سمع من عطاء قبل اختلاطه.
الثالث: جمْع أبي بكر الصديق > القرآن في صحف، ثم جمْع عثمان > القرآن في مصحف.
الرابع: توفيق الله - عز وجل - للألوف من المسلمين في مختلف العصور لحفظه عن ظهر قلب.
سورة النحل
ـ قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ﴾ [النحل: ٣٦].


الصفحة التالية
Icon