نقل القرطبي عن ابن مسعود > أنه قال: (( هذه أجمع آية في القرآن لخير يُمتثل، ولشر يجتنب )). والعدل: هو القسط والإنصاف، وضدّه الجور والظلم، ويدخل فيه أداء ما فرض الله على عباده. والإحسان يتعدّى بنفسه فيُقال: أحسن فلان عمله، أي: أتقنه، ويتعدى بالحرف فيُقال: أحسَن إلى غيره، أي: أوصل إليه بره ومعروفه، وكل من المعنيين مأمور به في الآية، وإيتاء ذي القربى هو من جملة الإحسان، وأُفرد بالذِّكر لكون القرابة أولى الناس ببر الإنسان وإحسانه، وهو من صلة الأرحام التي أمر الله بوصلها، وقد جاء في القرآن آيات كثيرة فيها الأمر بالعدل والندب إلى الإحسان، كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ [النحل: ١٢٦]، وهو عدل، ثم قال: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾، وهو إحسان، وقال: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ﴾، وهو عدل، ثم قال: ﴿ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ وهو إحسان، وقال: ﴿ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ [المائدة: ٤٥]، وهو عدل، ثم قال: ﴿ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ﴾، وهو إحسان، وقال: ﴿ وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ﴾ [الشورى: ٤١]، وهو عدل، ثم قال: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: ٤٣]، وهو إحسان، وقال: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ﴾ [الشورى: ٤٠]، وهو عدل، ثم قال: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾، وهو إحسان.