وروى البخاري (٤٤٧٧) ومسلم (٢٥٧) عن عبد الله بن مسعود > قال: سألت النبي *: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: (( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ))، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أيّ؟ قال: (( وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك ))، قلت: ثم أيّ؟ قال: (( أن تزانيَ حليلة جارك )).
سورة الكهف
ـ قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: ١٠٩].
في هذه الآية الكريمة بيان أن كلام الله - عز وجل - لا ينتهي، وأنه لا نفاد له، وأنه لو كانت البحور مداداً يُكتب به كلام الله، لنفدت البحور ولو ضوعفت، لأن ماءها محصور، ولا ينفد كلام الله، لأنه لا حصر له ولا نفاد، وذلك أن الله - عز وجل - لا بداية له، فلا بداية لكلامه، ولا نهاية له، فلا نهاية لكلامه.
ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة لقمان: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: ٢٧].
سورة مريم
ـ قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ [مريم: ٧١ ـ ٧٢].
أشهر ما قيل في معنى الورود في الآية قولان: أحدهما: أنه الدخول فيها ولا يحصل لهم ضررها، وهذا حكاه ابن كثير عن ابن عباس، واختاره شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في (أضواء البيان)، وذكر أوجه اختيار هذا القول.