والثاني: أنه المرور على الصراط على قدر الأعمال، والصراط منصوب على متن جهنم، فالذي يمر عليه حصل له ورود النار، وقد حكاه ابن كثير عن ابن مسعود >. قال الشوكاني في تفسير هذه الآية: (( ولا يخفى أن القول بأن الورود هو المرور على الصراط، أو الورود على جهنم وهي خامدة فيه، جمع بين الأدلة من الكتاب والسنّة، فينبغي حمل هذه الآية على ذلك، لأنه قد حصل الجمع بحمل الورود على دخول النار مع كون الداخل من المؤمنين مبعداً من عذابها، أو بحمله على المضي فوق الجسر المنصوب عليها وهو الصراط )).
ومما يقوي القول بأن المراد بالورود المرور على الصراط: ما رواه مسلم في صحيحه (٦٤٠٤) عن أم مُبَشِّر أنها سمعت النبي * يقول عند حفصة: (( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد من الذين بايعوا تحتها ))، قالت: بلى يا رسول الله. فانتهرها، فقالت حفصة: ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ﴾، فقال النبي *: (( قد قال الله - عز وجل - :﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾ )).
قال النووي في شرح هذا الحديث: (( والصحيح أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط، وهو جسر منصوب على جهنم فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون )).
سورة طه
ـ قوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: ١١٤].


الصفحة التالية
Icon