في هذه الآية الكريمة أمْر الله نبيه محمداً * أن يسأله الزيادة من العلم، وذلك دال على فضل العلم الشرعي، ومن أدلته في القرآن قوله - عز وجل - :﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ $JJح !$s% بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: ١٨]، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: ٩]، وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: ٢٨]، وقوله: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: ١١].
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١/١٤١): (( وقوله - عز وجل - :﴿ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾، واضح الدلالة في فضل العلم؛ لأن الله تعالى لم يأمر نبيه بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم )).
وقد أورد البخاري في صحيحه (٨٢) في باب فضل العلم حديث ابن عمر { قال: سمعت رسول الله * قال: (( بينا أنا نائم أُتيتُ بقَدَح لبن، فشربت حتى إني لأري الرِّيّ يخرج في أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب )). قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: (( العلم )).
ففي هذا الحديث تأويل رؤياه * اللبن بالعلم. وقد جاء في السنّة أمر النبي * بالدعاء عند شرب اللبن بطلب الزيادة منه، فعن الترمذي (٣٤٥٥) وحسّنه، وعند ابن ماجه (٣٣٢٢) بإسنادين يقوي بعضهما بعضاً عن ابن عباس قال: قال رسول الله *: (( من أطعمه الله طعاماً فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيراً منه، ومن سقاه الله لبناً فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يُجزئ من الطعام والشراب إلاّ اللبن )). وانظر السلسلة الصحيحة للألباني ~ (٢٣٢٠).