والخلاصة: أن الله أمر نبيه * في هذه الآية أن يسأله الزيادة من العلم، وأن النبي * أرشد عند شرب اللبن إلى سؤال الله الزيادة منه. وقد أوّل النبي * رؤياه اللبن في المنام بالعلم، وكل منهما ورد طلب الزيادة منه.
سورة الأنبياء
ـ قوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴾ [الأنبياء: ٣٤].
دلّت الآية الكريمة على أن مصير البشر إلى فناء، وأن الله - عز وجل - لم يجعل الخلد لأحد قبله *، فلا يكون له ولا لغيره البقاء، بل كلٌّ صائر إلى الفناء، كما قال الله - عز وجل - :﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: ٢٦ ـ ٢٧].
قال بعض أهل العلم: (( كان المشركون ينكرون نبوته * ويقولون: هو شاعر يُتربّص به ريب المنون، ولعلّه يموت كما مات شاعر بني فلان؛ فقال الله تعالى: قد مات الأنبياء من قبلك، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة، فهكذا نحفظ دينك وشرعك )).
وقد استُدل بهذه الآية على أن الخضر ـ عليه السلام ـ قد مات، سواء كان ولياً أو نبياً أو رسولاً، لأنه بشر وكان في زمن موسى ـ عليه السلام ـ، وقد قال الله - عز وجل - :﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾.
سورة الحج
ـ قوله تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِن اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [الحج: ٤٠ ـ ٤١].


الصفحة التالية
Icon