وقال: (( وهذه الآيات تدل على صحّة خلافة الخلفاء الراشدين، لأن الله نصرهم على أعدائه، لأنهم نصروه فأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وقد مكّن لهم واستخلفهم في الأرض كما قال: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ الآية. والحق أن الآيات المذكورة تشمل أصحاب رسول الله * وكل من قام بنصرة دين الله على الوجه الأكمل )).
سورة المؤمنون
ـ قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾ [المؤمنون: ٦٠].
ذكر الله في هذه الآية من صفات المؤمنين أنهم يعطُون ما يعطون وهم خائفون وَجِلون ألا يُتقبّل منهم، لما يعتري عملهم في ظنّهم من التقصير، وروى الترمذي في جامعه (٣١٧٥) أن عائشة زوج النبي * قالت: سألت رسول الله * عن هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾، قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: (( لا يا بنت الصدّيق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدّقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم )) ﴿ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾.


الصفحة التالية
Icon