ومن الثاني ما أورده الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار (١/ ٧٨ ـ ٨٣) بعنوان: معارضة نصرانية سخيفة للفاتحة الشريفة، ذكر فيها أن أحد النصارى حاول معارضة الفاتحة بكلمات زعم أنها تغني عن سورة الفاتحة، وزعم أن ما بعد ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ حشو لا حاجة إليه، وسببه اشتمال ذلك على وصف النصارى بالضلال، وبعد أن أتى الشيخ محمد رشيد رضا ببيان شيء مما اشتملت عليه سورة الفاتحة من المعاني السامية والفصاحة والبلاغة، قال: (( هذه السورة الجليلة التي ذكَّرناك ـ أيها القارئ! ـ بمجمل مما فصلناه في تفسيرها يزعم أحد دعاة النصرانية في هذا العصر أنها بمعزل من البلاغة؛ بأن كل ما بعد الصراط المستقيم فيها (حشو وتحصيل حاصل)، وما قبله يمكن اختصاره بما لا يضيِّع شيئاً من معناه كما فعله بعضهم، قال هذا القول داعية من المبشرين المأجورين من قبل جمعيات التبشير الانجليزية والأمريكانية في كتاب لفَّقه في إبطال إعجاز القرآن بزعمه، بل أنكر بلاغته من أصلها، قال: (وما أحسن قول بعضهم أنه لو قال: الحمد للرحمن، رب الأكوان، الملك الديان، لك العبادة وبك المستعان، اهدنا صراط الإيمان، لأوجز وجمع كل المعنى وتخلص من ضعف التأليف والحشو والخروج عن الرديء كما بين الرحيم ونستعين) اهـ.